للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدعوة إلى الإسلام في البنغال نشاطا ملحوظا، وأرسلت طوائف كثيرة -ينتمي أهلها إلى تأثير الحركة الوهابية الإصلاحية- دعاتهم يتنقلون في هذه المناطق، ويطهرون البلاد من بقايا العقائد الهندوكية بين الكفار" (١).

وفي العراق كتبت أسرة "الألوسي" عن دعوة الإمام ونافحوا عنها (٢).

كذلك تأسست "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" برئاسة الشيخ عبد الحميد بن باديس (١٣٠٥ - ١٣٥٩ هـ) الذي أطلع على مبادئ الدعوة السلفية عندما ذهب للحج في مكة المكرمة، ودعا إلى إصلاح عقائد الجزائريين من البدع والخرافات، ودعا إلى الاجتهاد ومحاربة التقليد الأعمى والجمود الفكري وذلك بالتعمق بدراسة القرآن الكريم والسنة النبوية (٣).

أما في السودان فيقول أرنولد: "وحول نهاية القرن الثامن عشر ظهر من بين جماعة الفلبي رجل معروف يدعى الشيخ عثمان دانفودو، عرف أنه مصلح ديني وداع ومحارب، وقد ذهب من السودان إلى مكة لأداء فريضة الحج، فعاد من هناك مليئا بالحماس والغيرة من أجل الإصلاح والدعوة للإسلام، وتأثر بالوهابية الذين كانت قوتهم آخذة في النماء، فأنكر الصلاة على روح الميت، وتعظيم من مات من الأولياء، وأستنكر من بالغ في تمجيد محمد نفسه، وهاجم شرب الخمر وفساد الأخلاق اللتين كانتا منتشرتين" (٤).

وفي مصر تبنى الشيخ محمد رشيد رضا مبادئ دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب، ودافع عنها في مؤلفاته، وكذلك عبد الرحمن الجبرتي مؤرخ مصر، وهو من أشد المتأثرين بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب، وكان يرى أن الأتراك قد ارتكبوا خطأ كبيرا عندما حاربوا دعوة الشيخ وأنصارها (٥).


(١) الدعوة إلى الإسلام: ٢٣٩.
(٢) دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي: ٨٣.
(٣) المرجع السابق: ٩٥. وانظر: أثر الإمام محمد بن عبد الوهاب في الفكر الإسلامي الإصلاحي بالجزائر: ١٣
(٤) الدعوة إلى الإسلام: ٣٦٠.
(٥) انظر: بحوث ندوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب: ٢/ ٣٢٠ - ٣٣٧.

<<  <   >  >>