للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي المغرب تأثر بها "سيدي محمد بن عبد الله" الذي حارب الصوفية متأثرا بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكذلك "مولاي سليمان" الذي قام ضد الزوايا ودعا إلى التوحيد (١).

وفي الشام كتب محمد كرد علي بحثا بعنوان «أصل الوهابية» اختتمه بقوله: "وما ابن عبد الوهاب إلا داعية هداهم من الضلال وساقهم إلى الدين السمح، وإذا بدت شدة من بعضهم فهي ناشئة من نشأة البادية، وقلما رأينا شعبا من أهل الإسلام يغلب عليه التدين والصدق والإخلاص مثل هؤلاء القوم، وقد اختبرنا عامتهم وخاصتهم سنين طويلة فلم نرهم حادوا عن الإسلام قيد غَلْوة (٢) … " (٣).

وقال عنه الأستاذ أحمد أمين: "أهم مسألة صقلت ذهن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في دروسه ورحلاته مسألة التوحيد، التي هي عماد الإسلام، والتي تبلورت في لا إله إلا الله، والتي تميز الإسلام بها عما عداه، والتي دعا إليها محمد أصدق دعوة وأجرأها، فلا أصنام ولا أوثان ولا عبادة آباء وأجداد ولا أحبار ولا نحو ذلك، ومن أجل هذا سمّى هو وأتباعه أنفسهم «بالموحِّدين» أما اسم الوهابية فهو اسم أطلقه عليه خصومه" (٤).

ويقول حافظ وهبة عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "مصلح مجدد، داع إلى الرجوع إلى الدين الحق، فليس للشيخ محمد تعاليم خاصة، ولا أراء خاصة، وكل ما يطبق في نجد، هو طبق مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله، وأما في العقائد، فهم يتبعون السلف الصالح، ويخالفون من عداهم" (٥).

ويقول وثروب ستودارد: "بلغ العالم الإسلامي في القرن الثاني عشر الهجري، أعظم مبلغ من التضعضع والانحطاط، فأربد جوه، وطبقت الظلمة كل صعق من أصقاعه، .. وبينما العالم الإسلامي مستغرق في هجعته، ومترنح في ظلمته، إذا بصوت يدوي في قلب الصحراء في شبه


(١) حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحقيقة دعوته للحقيل: ٢٠٨.
(٢) أي: مقدار رمية سهم. انظر: مقاييس اللغة: ٤/ ٣٨٨، وتهذيب اللغة: ٨/ ١٦٨.
(٣) القديم والحديث: ٢١٠.
(٤) سلسلة أعلام العلماء: ٤/ ١٠٨ - ١٣١.
(٥) في كتابه: جزيرة العرب.

<<  <   >  >>