للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدين لله" (١).

وقال في رسالته إلى علماء الحرمين: "من محمد بن عبد الوهاب إلى العلماء الأعلام في بلد الله الحرام، نصر الله بهم سيد الأنام، وتابعي الأئمة الأعلام؛ سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد، جرى علينا من الفتنة ما بلغكم وبلغ غيركم، وسببه: هدم بنيان في أرضنا على قبور الصالحين، فلما كبر هذا على العامة، لظنهم أنه تنقيص للصالحين، ومع هذا نهيناهم عن دعواهم، وأمرناهم بإخلاص الدعاء لله، فلما أظهرنا هذه المسألة مع ما ذكرنا من هدم البنيان على القبور، كبر على العامة جداً، وعاضدهم بعض من يدعي العلم، لأسباب أخر لا تخفى على مثلكم؛ أعظمها اتباع هوى العوام، مع أسباب أخر. فأشاعوا عنا أنا نسب الصالحين، وأنا على غير جادة العلماء، ورفعوا الأمر إلى المشرق والمغرب، وذكروا عنا أشياء يستحي العاقل من ذكرها. وأنا أخبركم بما نحن عليه - خبراً لا أستطيع أن أكذب -؛ بسبب أن مثلكم لا يروج عليه الكذب. فنحن ولله الحمد متبعين غير مبتدعين، على مذهب الإمام أحمد بن حنبل. وحتى من البهتان الذي أشاع الأعداء: أني أدعي الاجتهاد ولا أتبع الأئمة" (٢).

ثانيا: أن دعوة الإمام كما سبق بيانه (٣) تعتمد الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح ولا تخرج عن مذاهب الأئمة الأربعة، وقد بين الإمام محمد بن عبد الوهاب منهجه الفقهي، والتزامه بالكتاب والسنة، وما أجمع عليه العلماء وما عليه الأئمة الأربعة، يقول : "نحن مقلدون الكتاب والسنة وصالح سلف الأمة وما عليه الاعتماد من أقوال الأئمة الأربعة: أبي حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس، وأحمد بن حنبل " (٤).

ويقول أيضًا في بيان انتسابه لمذهب الإمام أحمد : " فتأمل رحمك الله ما كان عليه رسول الله وأصحابه بعده، والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين، وما عليه الأئمة


(١) المرجع السابق: ١/ ٣٦.
(٢) المرجع السابق: ١/ ٤٠.
(٣) انظر: الفصل الثالث، الجواب عن الدعوى الرابعة.
(٤) مؤلفات الشيخ: ٥/ ٩٦.

<<  <   >  >>