للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خرجت فيه عن إجماع أهل العلم توجه علي القول" (١).

ويقول أيضًا: "فإن الذي أنا عليه، وأدعوكم إليه، هو في الحقيقة الاقتداء بأهل العلم، فإنهم قد وصوا الناس بذلك، ومن أشهرهم كلاماً في ذلك، إمامكم الشافعي، قال: لا بد أن تجدوا عني ما يخالف الحديث، فكل ما خالفه، فأشهدكم أني قد رجعت عنه" (٢).

رابعا: أن الإمام يطالب من يزعم بأنه خالف كلام أهل العلم أن يثبت ذلك، فيقول: "إن كنتم تزعمون أن أهل العلم على خلاف ما أنا عليه فهذه كتبهم موجودة" (٣)، ولا يمكن للمخالف أن يثبت ذلك!.

خامسا: أن الإمام إنما يناقش أهل المذاهب بكلام أهل العلم من مذاهبهم، مما يدل على أنه لم يخرج عن مذاهب الأئمة الأربعة، فيقول: "أنا أُخاصم الحنفي بكلام المتأخرين من الحنفية، والمالكي والشافعي والحنبلي كلاً أخاصمه بكلام المتأخرين من علماء مذهبه الذين يعتمد عليهم" (٤).

سادسا: أن الإمام أنكر على من افترى عليه بأنه مبطل للمذاهب الأربعة، فقال في رسالته إلى أهل القصيم - فيما أفتري عليه من أمور لم يقلها، ولم يكن أكثرها على باله-: " والله يعلم أن الرجل افترى علي أموراً لم أقلها، ولم يأت أكثرها على بالي. فمنها: قوله: " إني مبطلٌ كتب المذاهب الأربعة "! وإني أدعي الاجتهاد، وإني خارج عن التقليد، وإني أقول إن اختلاف العلماء نقمة …

جوابي عن هذه المسائل أن أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، وقبله من بَهت محمداً أنه يسب عيسى بن مريم ويسب الصالحين، فتشابهت قلوبهم بافتراء الكذب وقول الزور. قال


(١) الدرر السنية: ١/ ٥٣.
(٢) المرجع السابق: ١/ ٤٤.
(٣) المرجع السابق: ٢/ ٥٨. وانظر: منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التأليف، عبد المحسن بن حمد العباد البدر.
(٤) المرجع السابق: ١/ ٨٢.

<<  <   >  >>