للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الدكتور عبد الرحمن العثيمين " هذا منهج أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الأصول، وهم في الفروع حنابلة يُقلدون مذهب الإمام أحمد، وهو أحد المذاهب الأربعة، أجمعين، وهم في تقليدهم المذهب المذكور غيرُ متعصبين، ولا مُغالين في التقليد، فإذا ثبت الدليل الواضح على مخالفة المذهب أخذوا بما يعضده الدليل" (١).

ثامنا: قول محمد زاهد جول بعد ما ذكر ما يميز دعوة الإمام أنها تعتمد الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح: " ولكن وعندما وصلت دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب إلى المرحلة الإصلاحية - أي إلى مرحلة محاربة البدع عند المسلمين- استعمل أدوات المرحلة الدفاعية أولاً، ثم استعمل أدوات المرحلة الجهادية، أي أنه استخدم القوة المادية ضد المخالفين له في الاجتهادات العلمية والرؤى والأفكار".

فهو كما سبق بيانه وأن الخلاف بين الإمام والمناوئين لدعوته كان خلافا عقديا، فمتى كانت البدع من مسائل الاجتهاد والرؤى والأفكار.

ويؤكد ذلك قوله: "فمهما بلغت خلافات المسلمين الفكرية والعملية"، فلم يحدد مستوى هذه الخلافات الفكرية والعملية؛ فإن هذا الاطلاق يعني حتى لو بلغت الخلافات إلى الشرك الأكبر!

أما الخلاف الفقهي فالإمام لم يقاتل أبدا على خلاف فقهي، بل يقرر أنه لا إنكار فيه إذا لم يتبين الدليل القاطع.

يقول الإمام محمد : "وقد كان أصحاب رسول الله يختلفون في بعض المسائل من غير نكير، ما لم يتبين النص؛ فينبغي للمؤمن أن يجعل همه وقصده معرفة أمر الله ورسوله في مسائل الخلاف، والعمل بذلك، ويحترم أهل العلم، ويوقرهم ولو أخطؤوا، لكن لا يتخذهم أرباباً من دون الله؛ هذا طريق المنعم عليهم، وأما إطراح كلامهم، وعدم توقيرهم، فهو طريق المغضوب


(١) السحب الوابلة: ٢/ ٦٨٩. وانظر: التوجه الفقهي للشيخ محمد بن عبد الوهاب: ٢٢٦ - ٢٣١، وموقف دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من المذاهب الفقهية الأربعة:
http:// www.dd-sunnah.net/ torum/ showthread.php? t=١٨١٣٢٠، في ١٠/ ٧/ ١٤٣٨ هـ.

<<  <   >  >>