للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليهم. واتخاذهم أرباباً من دون الله" (١).

ويقول الشيخان حسين وعبد الله أبنا الإمام محمد: "مسائل الخلاف بين الأئمة، لا إنكار فيها، إذا لم يتبين الدليل القاطع; والصحابة قد اختلفوا في أشياء من مسائل الفروع، ولم ينكر بعضهم على بعض؛ وكذلك العلماء بعدهم، وأن كلاً منهم قد قال بما عنده من العلم" (٢).

فإذا كان الإمام وأتباعه يقولون بأنه لا إنكار في مسائل الخلاف إذا لم يتبين الدليل القاطع، فكيف ينتقلون من عدم الإنكار إلى استخدم القوة المادية ضد المخالفين، فهذا بهتان عظيم.

والإمام بين منهجه في القتال، فقال: "وأما القتال فلم نقاتل أحدا إلى اليوم إلا دون النفس والحرمة، وهم الذين أتونا في ديارنا ولا أبقوا ممكنا؛ ولكن قد نقاتل بعضهم على سبيل المقابلة ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا﴾ [الشورى: ٤٠]. وكذلك من جاهر بسب دين الرسول بعدما عرفه" (٣).

ويذكر في رسالة أخرى أن علماء المسلمين أجمعوا على أن من صدق الرسول في شيء وكذبه في شيء آخر فهو كافر حلال الدم والمال، وإخلاص التوحيد لله تعالى أهم ما جاء به الرسول ، فكيف نقاتل من ينكر الصلاة والزكاة ولا نقاتل من ينكر إخلاص التوحيد لله (٤).

ثم قول الكاتب: "ولذا فإن المعترضين على الحركة الوهابية لا يعترضون على منهجيتها العلمية التأصيلية، ولا يعترضون على منهجيتها الإصلاحية، … وإنما الاعتراض على هذه المنهجية التي تنظر إلى الاجتهادات الفقهية والفكرية الإسلامية الأخرى على أنها آراء مخالفة للقرآن والحديث".

فإذا كانت دعوة الإمام على منهجية علمية تأصيلية صحيحة فلا يمكن أن تنظر إلى


(١) الدرر السنية: ٤/ ١٠.
(٢) المرجع السابق: ٤/ ١٤.
(٣) الرسائل الشخصية: ٥/ ٣٧.
(٤) انظر: كشف الشبهات: ٣٧ - ٤١، والوهابية، ضمن مجلة الزهراء، المجلد الثالث، صفر ١٣٤٥ هـ: ٩٦ - ٩٧.

<<  <   >  >>