للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحدهما: رأى فيها حركة ودعوة معصومة خالية من الأخطاء، وهؤلاء شابهوا الرافضة من حيث لا يعلمون، باعتقادهم العصمة "للدعوة النجدية" وأئمتها.

وثانيهما: رأى أنها حركة ودعوة شيطانية مبتدعة، جاءت لهدم الدين وقواعده، وهؤلاء ألِفُوا ما عليه الآباء والأجداد من البدع والمخالفات، مشابهين في ذلك للمشركين الأُوَل، الذين خاطبوا الرسل بقولهم: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ﴾ [الزخرف: ٢٣].

وكلا الصنفين على خطأ ظاهر وتعصب ممقوت لما عليه الأسلاف" (١).

ويقول أيضاً: " فإني إلى ساعتي لم أر أحداً كتب في تقييم الحركة النجدية أو نقدها على ضوء منهج أهل السنة والجماعة، ميزان الاعتدال في نقد الرجال.

إنما الناس فيها بين رجلين، محب مطر لها يدافع عنها جهده، كما هو حال جميع السلفيين المعاصرين بجميع أشكالهم ومذاهبهم، ومبغضٍ قالٍ لا يذكر إلا المساوئ والعيوب ولا يرى لها فضلاً".

ثم ذكر بعض من كتب عن دعوة الإمام- مع قلة من كتبوا-، وبين ما فيها من ملاحظات، ثم قال: "ونتيجة لهذا فإن كثيراً من الشباب أخذوا كتابات النجديين وكأنها من المسلّمات، والمعاصرون من أهل الجزيرة العربية ومصر وغيرها الذين لا يوافقون على أخطاء النجديين يتأولون كلامهم بما يوافق الصواب، وآخرون يوافقون النجديين ويرفضون تأويل كلامهم الصريح وهم بذلك يحيون اخطاءهم" (٢).

حقيقة هذه الدعوى:

ادعاء العصمة تضاهي دعوى المشاركة في النبوة، ذلك أن من جعل بعد الرسول معصوما يجب الإيمان بكل ما يقوله فقد أعطاه معنى النبوة وإن لم يعطه لفظها (٣). وهذه الدعوى -


(١) المرجع السابق: ٢١٦.
(٢) المرجع السابق: ٢٨١ - ٢٨٢. وانظر: المتشددون: منهجهم ومناقشة أهم قضاياهم، وكتاب التحذير من مفاهيم التطرف والتكفير: ٥٧، وموقع الإسلام اليوم، د. حاتم الشريف - عن التكفير الذي في تاريخ ابن غنام وابن بشر وعلاقته بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
(٣) العصمة في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة: ٤٢٠.

<<  <   >  >>