للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إدعاء العصمة لدعوة الإمام- يريد بها المناوئون لدعوة الإمام الطعن في أتباع الدعوة بالغلو في الأشخاص ورفعهم فوق منزلتهم، وأن ما يقولونه يقع فيه الخطأ؛ فإن دعوة الإمام ليست معصومة.

الجواب عن هذه الدعوى:

أولا: العصمة هي حفظُ اللهِ الرسلَ مما ينفر عن القبول قبل النبوة، وحفظهم من الكذب والكتمان في التبليغ بعد النبوة، وكذا من الكبائر، وتوفيقهم للتوبة والاستغفار من الصغائر وعدم إقرارهم عليها (١). وهي بهذا المعنى من خصائص الأنبياء التي اختصوا بها دون غيرهم، قال ابن حجر : "إن غير النبي ولو بلغ من الفضل الغاية ليس بمعصوم" (٢).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : "بخلاف غير الأنبياء فإنهم ليسوا معصومين كما عصم الأنبياء ولو كانوا أولياء لله" (٣).

فمذهب أهل السنة والجماعة خلافا لأهل الرفض الذين يجعلون أئمتهم معصومين كالأنبياء، وبعض أهل التصوف الذين بالغوا في تقديس شيوخهم حتى ادعوا فيهم العصمة (٤).

ودعوى أن الإمام معصوم لم يقل بها أحد، لا الإمام نفسه ولا أتباعه؛ بل هم يؤكدون إتباعهم للكتاب والسنة والأئمة الأربعة - كما مر في الدعوى السابقة- ويطلبون من المخالف أن يبين لهم الحق بدليله حتى يرجعون له ويتبعونه؛، ولو كان معصوماً لما قالوا ذلك (٥)؛ بل إن الإمام بوب في كتابه التوحيد التحذير من طاعة العلماء والأمراء في غير ما أمر الله به، فقال: "باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أربابا"؛ ولو كان معصوما لقال إن العلماء يطاعون في كل ما يأمرون به أو ينهون


(١) العصمة في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة: ٥١. وانظر: عصمة الأنبياء: ٢٤، ولسان العرب: ١٢/ ٤٠٣، ومقاييس اللغة: ٤/ ٣٣١.
(٢) فتح الباري: ٧/ ٢٦.
(٣) مجموع الفتاوى: ١٠/ ٢٩٠.
(٤) انظر: المرجع السابق: ٤/ ٣١٩، ١٠/ ٢٩٣، ١٥/ ١٤٨.
(٥) انظر: اللمز الجلي والخفي لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
http:// www.alukah.net/ sharia/ ٠/ ٢٨٣٧/ #zzz ٤ xecuwte ٤، في ١٠/ ٧/ ١٤٣٨ هـ.

<<  <   >  >>