للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنه.

ثانيا: أن الله تعالى ميز الناس في ملكاتهم وخصائصهم تمييزاً كبيراً، وفضل بعضهم على بعض في الدين والدنيا، وقد فطر الله البشر على أنهم يخطئون ويصيبون، ولا ينكر أحد ذلك، ولكن المنكر هو تقديس الأشخاص، وتهيب الناس لنقدهم أو مراجعتهم في شيء مما فعلوه؛ لذلك فإن الإمام محمد بن عبد الوهاب لم يدع العصمة لنفسه، ولم يدعيها له أحد من أتباعه، وأقواله كأقوال غيره من أهل العلم، تعرض على الكتاب والسنة، فما وافقهما قبل، وما خالفهما رد؛ فإن العصمة ليست إلا للأنبياء "وإنما يخالف في ذلك الغالية من الرافضة وأشباه الرافضة من الغالية في بعض المشايخ، ومن يعتقدون أنه من الأولياء" (١).

ثالثا: قول أحمد سالم عن دعوة الإمام: " هي تدعي أنها أصابته - أي ما كان عليه النبي وأصحابه- في المسائل التي تكلمت فيها قطعاً، خاصة في أصول مسائل الاعتقاد، وظناً في فروع مسائل الفقه".

القاعدة في هذه الدعوى هو التحاكم إلى ما كان عليه النبي وأصحابه (٢)، قال : «وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي» (٣).

وكتب أئمة الدعوة موجودة، وكتب أئمة السلف موجودة، والمقارنة بينهما ممكنة وقائمة. فتعرض كتب أئمة الدعوة على كتب أئمة السلف فإن وافقتها - وهو الواقع- فهي حق ولله الحمد، وإن خالفتها؛ رد القول المخالف على كل من قال به كائنا من كان.

وفي المبحث الثاني من الفصول الخمسة الأولى من هذه الرسالة بيان لعقيدة السلف


(١) مجموع الفتاوى: ١١/ ٦٧. وانظر: الافترءات المكذوبة على دعوة الشيخ : https:// saaid.net/ monawein/ sh/ ٤.htm، في ١٠/ ٧/ ١٤٣٨ هـ.
(٢) انظر: الشريعة: ١/ ٣٠٢، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة: ١/ ١١١.
(٣) سنن الترمذي، أبواب الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، برقم: ٢٦٤١. وقال الترمذي: "هذا حديث مفسر غريب، لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه". وانظر: صحيح سنن الترمذي برقم: ٢٦٤١، والسلسلة الصحيحة: ١/ ٤٠٤.

<<  <   >  >>