للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلامية والخلافة العثمانية مقارن لها ببعض الدعوات الأخرى، ذاكراً لها على سبيل التنقص:

"والحقيقة أن ليس لابن عبد الوهاب مذهب خاص به، ليس له غير ما أحيا من فكر السلف، أهل الحديث بملا يلائم حاجات بيئته كما تصورها".

ثم ذكر مقارنة لها ببعض الجماعات، وعناية تلك الجماعات بالسياسة، ثم قال عن نظرة العالم الإسلامي لدعوة الإمام: " نظر الرأي العالم الإسلامي لدعوة ابن عبد الوهاب من وجهها السلبي أنها قد عملت على إضعاف الخلافة، متمردة عليها، فردت هذه باقتحام معاقلها. ما جعلها تبدو في صورة الفتنة، قتالاً ضارياً بين المسلمين على خلفية تكفيرهم. لا يلقي ذلك كون كسب دعوة ابن عبد الوهاب في إصلاح العقائد الإسلامية مهماً جداً. ولكن طالما قاد التمركز حول جانب واحد من جوانب البناء الإسلامي إلى تضخيمه والإفراط فيه على حساب جوانبه الأخرى، فقاد إلى ضروب من التشدد" (١).

حقيقة هذه الدعوى:

هو أن المناوئين لدعوة الإمام لما عجزوا عن رد دعوته للتوحيد وبيان ما يخالفه، قالوا أنه غلا في هذه الدعوة؛ لينفروا ويحذروا منه ومن دعوته الصحيحة القائمة على الكتاب والسنة.

الجواب عن هذه الدعوى:

أولا: أن المفترض أن لايكون الإشكال عند المناوئ لدعوة الإمام في دعوة الإمام للتوحيد؛ بل المفترض أن يساندها ويدعو إليها لأنها منهج الرسل عليهم الصلاة والسلام، وإنما المفترض أن يكون الإشكال عند المناوئ إذا كانت دعوة الإمام تدعو إلى الشرك والبدع والمخالفة، أو تقصر في دعوة التوحيد.

ثانيا: أنه مع عناية الإمام بالتوحيد فإنه لم يقتصر عليه فقط، ومن رجع لمؤلفاته ورسائله عرف ذلك، فقد ألف في السيرة والتفسير والحديث والفقه، واختصر بعض الكتب الحديثية والفقهية. وسبق في التمهيد من هذه الرسالة ذكر بعض مؤلفاته.


(١) الجماعات الإسلامية والعنف موسوعة الجهاد والجهاديين: ٣٤١ - ٣٤٢.

<<  <   >  >>