للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن كل مخالفة تقع في الغلو في النبي ، وإنزاله في غير منزلته التي أنزله الله إياها (١)، وهم في ذلك يمتثلون قوله : «لا تطروني، كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله، ورسوله» (٢)، وقال : «لا تتخذوا قبري عيدا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورا، وحيثما كنتم فصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني» (٣)، وقال: ﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ﴾ [يونس: ٤٩]، وقال: ﴿قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا﴾ [الجن: ٢١] أي لن أجد من دونه من ألتجئ إليه وأعتمد عليه. وقال لابنته فاطمه وعمه العباس وعمته صفية: «لا أملك لكم من الله شيئا» (٤)، وفي لفظ: «لا أغني عنكم من الله شيئا» (٥).

الثاني عشر: قول سعود المولى بعد أن ذكر دعوة الإمام وما ترتب عليها من أثر في الجماعات الإسلامية والخلافة العثمانية مقارن لها ببعض الدعوات الأخرى، ذاكراً لها على سبيل التنقص: " ولكن طالما قاد التمركز حول جانب واحد من جوانب البناء الإسلامي إلى تضخيمه والإفراط فيه على حساب جوانبه الأخرى، فقاد إلى ضروب من التشدد ".

قد ذكر الكاتب قبل هذا الكلام قوله: "والحقيقة أن ليس لابن عبد الوهاب مذهب خاص به، ليس له غير ما أحيا من فكر السلف، أهل الحديث بملا يلائم حاجات بيئته كما تصورها".

فإذا كان الإمام "ليس له مذهب خاص به، وليس له غير ما أحيا من فكر السلف، أهل الحديث"، فهو إذا سائر على منهج السلف من العناية بالتوحيد مع عدم إهمال الجوانب


(١) انظر: حقوق النبي على أمته: ٢/ ٦٤٢، ٦٧٩.
(٢) صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا﴾، برقم: ٣٤٤٥.
(٣) مسند أحمد، برقم: ٨٨٠٤. وقال محققو الكتاب: إسناده حسن.
(٤) صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب من انتسب لآبائه في الإسلام والجاهلية، برقم: ٣٥٢٧، وصحيح مسلم، كتاب الأيمان، باب في قوله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾، برقم: ٣٤٨.
(٥) صحيح البخاري، كتاب الوصايا، باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب، برقم: ٢٧٥٣، وصحيح مسلم، كتاب الأيمان، باب في قوله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾، برقم: ٣٥١.

<<  <   >  >>