للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

توضيحها لهم، والتي أخذت جانبا كبيرا من دعوته وجهاده، هي عقيدة السلف الصالح التي وردت في الكتاب والسنة، وطبقها -اعتقاداً وعملاً- رسول الله وصحابته، رضوان الله عليهم، ومن تبعهم بإحسان من أهل السنة والجماعة، وهي العقيدة التي بينها الإمام بياناً شافياً في "كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد"، وهو كتاب يأتي في الصدارة بين كتب الإمام، ولخصها في رسائله الكثيرة إلى الأمراء، والعلماء، وعموم المسلمين.

وعقيدة الإمام، ودعوته ترجع إلى التوحيد الخالص، في كل ما جاءت به من قواعد إجمالية، وشروح تفصيلية، والتزام بالنصوص المتعلقة بالعقيدة.

الحادي عشر: قول الحسن بن علي الكتاني في تضخيم أبواب التوحيد - حسب زعمه- على غيره من الأبواب: " غير أنه حصل لديهم تضخيم في ذلك الجانب على حساب جوانب أخرى مثل تنمية المحبة القلبية الوجدانية للحبيب المصطفى ومعرفة حقوقه، ومحبة آل بيته واحترامهم ومعرفة حقهم … ".

فالعناية بالتوحيد والاهتمام به هي طريقة الرسل عليهم الصلاة والسلام، وقد سبق بيان ذلك في المبحث الثاني من الفصل الأول.

وأما ما ذكره من الجوانب الأخرى من تنمية المحبة القلبية الوجدانية للحبيب المصطفى ومعرفة حقوقه، ومحبة آل بيته واحترامهم ومعرفة حقهم، فقد أجاب عنه الكاتب بقوله: " والنجديون ما كانوا ينكرون شيئاً من ذلك"، وهذا حق (١).

وأما قوله: " غير أن تحذيرهم الشديد من الغلو وإطراء رسول الله ، والتحذير مما يفعله الناس عند قبره الشريف، نفسي فداه، وما يكون في قصائد المديح النبوي من استغاثة واستشفاع، مع المبالغة في النهي عن التوسل بذاته الشريفة، وشد الرحال لزيارة القبر المبارك، وإقامة حفلات الموالد وما إلى ذلك … الخ"، وهذا حق أيضا. فالإمام وأتباعه ينهون ويحذرون


(١) انظر: مكانة وحقوق رسول الله وآل بيته عند أئمة الدعوة جمعا ودراسة لآل الشيخ، وجهود أئمة الدعوة في تقرير مسائل الصحابة وآل البيت والإمامة والولاية والرد على المخالفين: ١٩٥ - ٣٢٠، وجهود أئمة الدعوة في بيان مكانة أهل البيت والذب عنهم للتركي، وأعمال القلوب عند علماء الدعوة الإصلاحية في القرن الثالث عشر الهجري للعقيلي، وأعمال القلوب عند الشيخ عبد الرحمن السعدي جمعا ودراسة للرحيلي.

<<  <   >  >>