للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول : "العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة، فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت" (١).

ثامنا: أن الإمام لم يأل جهداً في بيان هذه الأعمال والأقوال والدعوة إليها وبيان مفاسد ضدها والتحذير منه، ليعيد المنحرفين إلى جادة الطريق ويرد عليهم ضلالهم وانحرافهم ويقرر لهم المنهج الحق.

ولذلك كان للإمام العناية بالدعوة إلى توحيد الله جل وعلا في ألوهيته وعبادة الناس للواحد الأحد دونما سواه، فلم يبدأ دعوته بسلوكيات ولا بزهديات .. وإنما صبر، وصبر سنين حتى يقرر توحيد العبادة وما يدل من حق الله في ربوبيته وفي أسمائه وصفاته جل وعلا.

تاسعا: أن مسائل التوحيد تختلف أيضا في ترتيب أولوياتها، لهذا تجد أن الإمام في دعوته وفيما يقرره في كتبه وفي رسائله، تجد أنه لا يجعل المسائل المتصلة بالعقيدة والتوحيد في مرتبة واحدة؛ بل أخّر بعض المسائل حتى اتضحت الدعوة وانتشرت، وبدأ بالمسائل العظيمة.

فبدأ "بالمسألة العظيمة الأولى: دعوة غير الله جل وعلا شرك، الاستغاثة بغير الله جل وعلا شرك، طلب المدد والحاجات من الأموات وشفاء الأمراض وجعل المخلوق له صفات الخالق أن هذا كفر وشرك.

وأخر بعض المسائل في مثل بعض مسائل تقرير الصفات والرد على الأشاعرة، في بعض مسائل التوسل أخرها، في بعض مسائل التبرك لم يوردها، وذلك بيّن في منهجه، فبدأ دعوته بشيء عظيم واضح؛ لأن حجة الخصم فيه هي أضعف ما يكون، ولو ركز على بعض المسائل التي فيها من الكلام ما فيها، من النقول عن العلماء، لترك العلماء في وقته الذين ناهضوه وآذوه لتركوا الكلام في المسائل المهمة وركزوا على هذه المسائل ليطعنوا فيه أو ليردوا عليه، فكان من الحكمة أنه أخذ بسنة النبي في أنه قرر توحيد العبادة الأكبر" (٢).

عاشرا: أن العقيدة التي دعا الإمام محمد بن عبد الوهاب الناس إليها، وأخذ على عاتقه


(١) الدرر السنية: ٢/ ٣٦.
(٢) منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب في العقيدة، محاضرة صوتية للشيخ صالح آل الشيخ.

<<  <   >  >>