للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء: ٥٩] " (١).

سادسا: أن هذه المسائل من المسائل الكبار والواجب أن لا يخوضوا فيها بل يردوها إلى الراسخين في العلم الذين يردون المتشابه إلى المحكم والعام إلى الخاص والمطلق إلى المقيد، كما قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن مخاطباً أشباه هؤلاء الغلاة ممن ظهروا في عصره: "وخضتم في مسائل من هذا الباب - كالكلام في الموالاة والمعاداة، والمصالحة والمكاتبات، وبذل الأموال والهدايا، ونحو ذلك من مقالة أهل الشرك بالله والضلالات، والحكم بغير ما أنزل الله - عند البوادي ونحوهم من الجفاة، لا يتكلم فيها إلا العلماء من ذوي الألباب، ومن رزق الفهم عن الله وأوتي الحكمة وفصل الخطاب" (٢).

سابعا: قول الحسن بن علي الكتاني: "وطائفة أخرى من أهل السنة والدعوة للجهاد ونصرة المسلمين يعذرون الناس في كثير من الأمور، لكنهم متأثرون بفتاوى النجديين في مسائل موالاة أعداء الله تعالى، ولا يفرقون بين الموالاة الكبرى التي تفضي إلى الخروج من الدين … وبين الموالاة الصغرى".

فهولاء متأثرون بفتاوى النجديين - حسب زعمه- والأصل أن يقال: إن العلم يؤخذ عن أهله، ولا يكون بالتأثر، فهل هؤلاء الذين لا يفرقون بين الموالاة الكبرى والموالاة الصغرى ممن طلب العلم ودرس على علماء الدعوة؟ وأين مرجعه ومصدره في كتب ومؤلفات أئمة الدعوة؟ وقد سبق أن كتب أئمة الدعوة وغيرهم من الدعوات يلزم لمن أراد أن يقرأ فيها أن يعلم أربعة أمور:

الأمر الأول: معرفة تاريخ الدعوة والأحداث التي جرت في وقتها.

الأمر الثاني: معرفة تراجم أئمة الدعوة.

الأمر الثالث: معرفة خصوم الدعوة.

الأمر الرابع: الإلمام بكتب أئمة الدعوة.


(١) الدرر السنية: ٩/ ١٥٧.
(٢) المرجع السابق: ١/ ٤٦٨.

<<  <   >  >>