فأين هؤلاء الذين ينسبون لأئمة الدعوة أنهم يكفرون بالموالاة مطلقا!
ثامنا: قول زهير الذوادي: "يشكل مفهوم الولاء والبراء أحد الأسس التي ينبني عليها العقل الجهادي الإسلامي المعاصر … الخ".
فهذا الكلام صحيح، فإن الولاء والبراء أحد الأسس التي ينبني عليها العقل الجهادي الإسلامي المعاصر، وينبني عليها العقل الجهادي غير المعاصر؛ فالولاء للمؤمنين والبراء من الكافرين من أخص خصائص العقيدة الإسلامية.
لكن الإشكال في تطبيق هذه العقيدة وعدم معرفتها، وهو الذي ذكره الكاتب بقوله: " شكّل العقل الجهادي المعاصر مفهومه على أساس تأويل خاص لبعض تعاليم القرآن الواردة في بعض آياته. وكما هو الحال في باقي مفاهيم العقل الجهادي فإن التأويل الخاص، لا ينطلق من مضمون الآية في حد ذاتها وعلى ضوء أسباب وظروف نزولها لتحديد الجانب النسبي فيها وفصله عن الجانب العام والمطلق، بل أن العقل الجهادي كثيراً ما يعتمد على رأي فقيه من الفقهاء الأصوليين الذي كان قد صاغ تفسيراً متشدداً وضيقاً للآية المعنية … ".
وهذا الكلام ينطبق على كلام أئمة الدعوة، فمن يجعل له تأويلا خاصا، ولا يعرف أسبابه وظروفه ويتأوله على غير تأويله فإنه يقع في الخطأ، ولو وضعه موضعه، وعرف وجه الكلام فيه لم يقع في الخطأ.
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة ﵀ معلقا على قول الإمام أحمد بن حنبل ﵀: "أكثر ما يخطئ الناس من جهة: التأويل، والقياس"-: "أهل البدع يفسرون القرآن برأيهم ومعقولهم وما تأوّلوه من اللغة؛ ولهذا تجدهم لا يعتمدون على أحاديث النبي ﷺ والصحابة والتابعين وأئمة المسلمين؛ فلا يعتمدون لا على السنة، ولا على إجماع السلف وآثارهم؛ وإنما يعتمدون على العقل واللغة، وتجدهم لا يعتمدون على كتب التفسير المأثورة والحديث وآثار