للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السلف، وإنما يعتمدون على كتب الأدب وكتب الكلام التي وضعتها رءوسهم" (١).

قال ابن القيم مبينا أن أصل خراب الدين والدنيا من التأويل الفاسد: "فأصل خراب الدين والدنيا إنما هو من التأويل الذي لم يرده اللَّه ورسوله بكلامه، ولا دلَّ عليه أنه مراده، وهل اختلفت الأمم على أنبيائهم إلا بالتأويل؟ وهل وقدت في الأمة فتنة كبيرة أو صغيره إلا بالتأويل؟ فمن بابه دخل إليها، وهل أريقت دماء المسلمين في الفتن إلا بالتأويل؟ " (٢).

أما التأويل الموافق للكتاب والسنة، المبني على فهم السلف الصالح فهو التأويل الصحيح، وأي تأويل خالف النصوص الشرعية المحكمة فهو من التأويل الباطل الفاسد الذي يجب الحذر منه ومن أهله.

قال ابن القيم : "وبالجملة فالتأويل الذي يوافق ما دلت عليه النصوص وجاءت به السنة ويطابقها هو التأويل الصحيح، والتأويل الذي يخالف ما دلت عليه النصوص وجاءت به السنة هو التأويل الفاسد، ولا فرق بين باب الخبر والأمر في ذلك وكل تأويل وافق ما جاء به الرسول فهو المقبول وما خالفه فهو المردود" (٣).

تاسعا: قوله: "وعلى مثل هذا منهجيته في مجالات ومسائل عديدة يعمد العقل الجهادي الإسلامي فيما تعلق بمسألة "الولاء والبراء" إلى الارتكاز إلى نص القرآن لتثبيت حقيقة أنه متبوئ لموقع الدفاع عن الصفاء الأصلي لمبادئ القرآن والسنة".

وهذا حق؛ فإن المرجع والرد يجب أن يكون إلى نص القرآن؛ ولكن الإشكال كما سبق في الفقرة السابقة، في فهم القرآن وتأويله على غير تأويله الصحيح.


(١) مجموع الفتاوى: ٧/ ١١٩.
(٢) إعلام الموقعين: ٦/ ١٨٧.
(٣) الصواعق المرسلة: ١/ ١٨٧.

<<  <   >  >>