للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمعاصرين لاستبان له الحق في ذلك (١).

قال الإمام محمد بن عبد الوهاب في رسالة له عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: "والجامع لهذا كله: أنه إذا صدر المنكر من أمير أو غيره، أن ينصح برفق خفية ما يشرف عليه أحد، فإن وافق وإلا استلحق عليه رجال يقبل منهم بخفية، فإن ما فعل، فيمكن الإنكار ظاهراً إلا إن كان على أمير ونصحه ولا وافق، واستلحق عليه ولا وافق، فيرفع الأمر إلينا خفية" (٢).

وقال الإمام عبد الرحمن بن حسن : "وعلى الإمام - وفقه الله - أن يبعث للدين عمالا، كما يبعث للزكاة عمالا، ليعلموهم دينهم، ويأمروهم وينهوهم؛ وهذا مما يجب على الإمام، أعانه الله على ذلك، ووفقه للقيام بوظائف الدين، نصيحة لله، ولكتابه، ولرسوله، وللمسلمين، سنة الخلفاء الراشدين" (٣).

وقال الشيخ سعد بن عتيق في رسالة له في حث المشايخ على مناصحة الأمراء: " ومن أعظم الواجبات: مناصحة ولي أمر المسلمين ودعوته إلى ما فيه صلاحه وفلاحه، من القيام بأمر الله، والدعوة إلى توحيده وطاعته، وإحياء شعائر الإسلام، التي قد عطلت على كثير من الرعايا" (٤).

وقال الشيخ عبد الله بن حميد في رسالة له لولي العهد في وقته - بعد أن ذكر له بعض المنكرات -: " فإذا كانت هذه أحوال البعض من الناس، ثم صار كثير من المسؤولين في الدولة مثلهم، متى تستقيم الأحوال؟ متى تتم الأمور؟ متى تقوم دعائم الدين؟ متى تتمكن أسس الملك؟ إن الدين والملك أخوان، فمن كان ضد الدين فهو ضد ملوك الإسلام وأهله؛ ومن كان


(١) انظر: فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم: ١/ ١٩٣، ٩/ ٢٠٣، وفتاوى اللجنة الدائمة: ٢/ ٦٣، ٢٣/ ٣٩٧، ومجموع فتاوى ومقالات ابن باز: ١/ ٧٢، ٢/ ٢٧٣، ٥/ ٢٤٦، ٧/ ١٤، ومجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين: ٣/ ١١. وفي كتاب الدرر السنية الكثير من النصائح للأمراء وغيرهم.
(٢) الدرر السنية: ٨/ ٥٠، ٩/ ١٥١.
(٣) المرجع السابق: ١٤/ ٨٠.
(٤) المرجع السابق: ١٤/ ٣٥٩.

<<  <   >  >>