للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إخلاص المحبة لله، ثم لأنبيائه وللمؤمنين. والبراءة: مظهر من مظاهر كراهية الباطل وأهله، وهذا أصل من أصول الإيمان" (١).

فعقيدة الولاء والبراء في الإسلام مرتبطة بوجود الإسلام نفسه، فما دام في الأرض مسلم موحد، وفي الأرض كافر أو مشرك فلابد من أن يكون هناك ولاء وبراء، لا من قبل المسلم وحده، بل من قبل مخالفه أيضاً.

تاسعا: قول عبد الله العتيق في النتيجة الحتمية للأثر الأول وهو التكفير " فإذا نزل حكم التكفير على أحد كان لازم أن يُعاده، لمبدأ الولاء والبراء".

هذا كلام صحيح، وهو مقتضى عقيدة الولاء والبراء؛ فإن من حكم بكفره بالشروط والضوابط الشرعية فلا بد من معادته.

عاشرا: قوله: " لأن من نواقض الدين، عند من أدخل ما ليس من العقيدة فيها، أن موالاة من ليس مسلماً يعتبر كفراً".

فهذه عبارة مجملة؛ فإن الموالاة شعب متفاوتة، فقد تكون كفرا، وقد تكون من كبائر الذنوب، كما مر في الدعوى الأولى من هذا الفصل، والإمام محمد بن عبد الوهاب ذكر في نواقض الإسلام العشرة نوعاً واحداً من أنواع موالاة الكفار وهو مظاهرتهم ومناصرتهم، وإلا فالموالاة للمشركين تشمل عدة معان، يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن : "ولفظ الظلم، والمعصية، والفسوق، والفجور، والموالاة، والمعاداة، والركون، والشرك، ونحو ذلك من الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة قد يراد بها مسماها المطلق وحقيقتها المطلقة، وقد يراد بها مطلق الحقيقة (٢) " (٣).


(١) مقدمة الشيخ لكتاب الولاء والبراء للقحطاني: ٥.
(٢) الفرق بين مطلق الشيء والشيء المطلق: أن الشيء المطلق هو الشيء الكامل، ومطلق الشيء؛ يعني: أصل الشيء، وإن كان ناقصا. انظر: بدائع الفوائد: ٤/ ١٦، وشرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين: ٢/ ٢٤٤.
(٣) الدرر السنية: ١/ ٤٧٠.

<<  <   >  >>