للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الشيخ مبارك الميلي (١) مبينا أن الله تعالى نفي الولاية بين المؤمنين والكافرين: "ونفاها تعالى بين المؤمنين والكافرين، ونهى عنها في مثل آيات العقود، والأنفال، وبراءة، والممتحنة؛ فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ﴾ [المائدة: ٥١]، ﴿وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ﴾ [المائدة: ٨١]، ﴿مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ [الأنفال: ٧٢]، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ﴾ [التوبة: ٢٣]، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ﴾ [الممتحنة: ١] " (٢).

وقال الشيخ محمد حسنين مخلوف (٣) بعد أن ذكر عددا من الآيات التي فيها النهي عن موالاة الكافرين: " فهذه الآيات كلها بينة في تحريم موالاة الكافرين. وتكرارها في هذا المعنى، وجريها على نسق واحد مؤكد للتحريم، ورافع لتطرق الاحتمال إليه؛ فإن القاعدة الأصولية: المعنى الواحد إذا نص عليه وأكد بالتكرار، فقد ارتفع عنه الاحتمال، فلا تجد في تحريم هذه الموالاة مخالفا من أهل القبلة المتمسكين بالكتاب العزيز وبالسنن النبوية" (٤).

وقال الشيخ عبد الرزاق عفيفي (٥) عن الولاء والبراء: "إنهما مظهران من مظاهر


(١) مبارك بن محمد إبراهيمي الميلي الجزائري، التحق بجامع الزيتونة وتتلمذ على مشايخه، وكان له نشاط في الكتابة في المجلات والصحف، ومن مؤلفاته: تاريخ الجزائر القديم والحديث، رسالة الشرك ومظاهره، ومقالات وبحوث كتبها في عدة جرائد. توفي عام ١٣٦٤ هـ. انظر: معجم أعلام الجزائر من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر: ٣٢٥، مقدمة تاريخ الجزائر القديم والحديث: ١/ ٢١، ومقدمة رسالة الشرك ومظاهره: ٧.
(٢) رسالة الشرك ومظاهره: ١٧٢.
(٣) محمد حسنين بن محمد مخلوف العدوي، فقيه، عارف بالتفسير والأدب. له العديد من المؤلفات، منها: المدخل المثير في مقدمة علم التفسير، وبلوغ القول في مدخل أصول الفقه، والقول والوثيق في الرد على أدعياء الطريق. توفي بالقاهرة ١٣٥٥ هـ. انظر: الأعلام: ٦/ ٩٦، ومقدمة كتاب: القول المبين في حكم المعاملة بين الأجانب والمسلمين: د.
(٤) القول المبين في حكم المعاملة بين الأجانب والمسلمين: ١١٠.
(٥) عبد الرزاق بن عفيفي بن عطية بن عبد البر العفيفي الربيعي من قبيلة بني ربيعة احدى القبائل المعروفه في نجد، ولد بشنشور التابعة لمركز أشمون محافظة المنوفية عام ١٣٢٣ هـ، وقيل ١٣٢٥ هـ، عين نائبا لرئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة، توفي سنة: ١٤١٥ هـ. انظر: الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي: حياته العلمية، وجهوده الدعوية، وآثاره الحميدة: ١/ ٧٣، ومقدمة فتاوى اللجنة الدائمة: ١/ ٢٨، وإتحاف النبلاء بسير العلماء: ٢/ ١١، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين: ١٧ - ٣٤.

<<  <   >  >>