للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول أبو هشام الشريف في تعدد الركائز التي تعتمد عليها الوهابية: "الركيزة الرابعة: عدم التهاون مع المخالفين في الرأي:

فلا يجوز لمدرسة محمد بن عبد الوهاب أن تتعايش مع الغير، فالمخالفون لهم مشركون وكفار وضالون ومضلون …

وهذا من عجائب أفكارهم ومخالفتهم لسلف أمة الإسلام، بل ومخالفتهم للنبي ، فالرسول كان يقر المسلمين فيما اختلفوا فيه من آراء فقهية (١).

وحين تفرق الصحابة في البلاد الإسلامية كان كل منهم أستاذاً في بلد من البلاد، وله مدرسته الخاصة به: فابن مسعود نواة مدرسة الرأي التي أنجبت أبا حنيفة، وابن عمر نواة مدرسة الحديث التي أنجبت مالك بن أنس وأحمد بن حنبل.

ونجد آراء الصحابة المختلفة وآراء التابعين المختلفة في كثير من الأمور الدينية بل والعقيدة.

بينما نرى مدرسة محمد بن عبد الوهاب ترى خلاف هذا، ولنضرب لذلك بعض الأمثلة:

يقول الأستاذ المحدث الشهير (٢) محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني في كتابه "تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد": (إن من اعتقد في شجر أو حجر أو قبر أو ملك أو جني أو حي أو ميت أنه ينفع أو يضر أو أنه يقرب إلى الله أو يشفع عنده في حاجة من حوائج الدنيا بمجرد التشفع به والتوسل إلى الرب تعالى فإنه قد أشرك مع الله غيره واعتقد ما لا يحل اعتقاده كما اعتقد المشركون في الأوثان، فضلاً عمن يطلب ما لا يُطلب إلا من الله تعالى من الحاجات من عافية مريض أو قدوم غائب أو نيل مطلب من المطالب، فإن هذا هو الشرك بعينه الذي كان عليه عُباد الأصنام).


(١) ذكر الكاتب في الحاشية من الأمثلة الفقهية: أمره بصلاة العصر في بني قريظة، واختلافهم في تنفيذ الأمر. وموافقة الرسول لكلا الرأيين.
(٢) ذكر الكاتب في الحاشية تعليقا على لفظة "الشهير": أن هذه اللفظة نقلها كما هي، وهي موجودة هكذا على غلاف كتاب الصنعاني المطبوع!. ويريد بذلك التنقص للصنعاني .

<<  <   >  >>