للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

داهية في المكر والخديعة، وقبره أكبر الأصنام في الديار المصرية، مثل هبل الأكبر أو اللات في الجاهلية، يؤتى عنده من أنواع الشرك الأكبر …

ويقام به كل عام ثلاثة موالد، يشد الرحال إليها الناس من أقصى القطر المصري، ويجتمع في المولد أكثر من ثلاثمائة ألف حاج إلى هذا الصنم الأكبر، عجل الله بهدمه وحرقه هو وغيره من كل صنم في مصر وغيرها).

ويقول ابن القيم: (لا يجوز إبقاء مواضع الشرك والطواغيت بعد القدرة على هدمها وإبطالها يوماً واحداً، وكذا حكم المشاهد التي بنيت على القبور والتي اتخذت أوثاناً تبعد من دون الله، والأحجار التي تقصد للتبرك والنذر، لا يجوز إبقاء شيء منها على وجه الأرض مع القدرة على إزالتها، وكثير منها بمنزلة اللات والعزى ومناة أو أعظم شركاً).

ومثل هذه النصوص كثيرة، نحيل القارئ إليها، وهي تبين حال مدرسة ابن عبد الوهاب مع مخالفيهم" (١).

ويقول سعود المولى وهو يعدد الملاحظات على الوهابية، وذكر منها: "عدم التهاون مع المخالفين في الرأي: فلا يجوز لمدرسة محمد بن عبد الوهاب أن تتعايش مع الغير، فالمخالفون لهم مشركون وكفار وضالون ومضلون" (٢).

حقيقة هذه الدعوى:

أن المناوئ لا يريد تكفير المخالف الواقع في الشرك، ويعتبر البراء منه تشددا في التعامل مع المخالف. وهذا عكس الدعوى السابقة، ففي الدعوى السابقة يعتبر الولاء والبراء ليس من العقيدة، وفي هذه الدعوى يعتبرها تشددا مع المخالف الواقع في الشرك.

الجواب عن هذه الدعوى:


(١) ركائز التوحيد في مدرسة محمد بن عبد الوهاب: ٣١ - ٣٥.
(٢) الجماعات الإسلامية والعنف موسوعة الجهاد والجهاديين: ٣٣٣ - ٣٣٤. وهي نفس العبارة في كتاب ركائز التوحيد، ولا أدري أيهما نقل عن الأخر، وكتاب ركائز التوحيد مطبوع قبل. وانظر: مباحث في العذر بالجهل وإقامة الحجة: ٢٩٨ - ٢٩٩، والحركة الوهابية في ميزان التأصيل السلفي والإصلاح السياسي، ضمن: الوهابية والسلفية: الأفكار والآثار: ١٢٣ - ١٢٤، والسلفية الجهادية في السعودية: ٢٧٠

<<  <   >  >>