للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أكثر ما يؤتى به، فقال النبي «لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله» (١)، مع أنه «لعن الخمر وشاربها وبائعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه» (٢).

الثالث: من يبغض جملة وهو من كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ولم يؤمن بالقدر خيره وشره، وأنه كله بقضاء الله وقدره وأنكر البعث بعد الموت، وترك أحد أركان الإسلام الخمسة، أو أشرك بالله في عبادته أحداً من الأنبياء والأولياء والصالحين، وصرف لهم نوعاً من أنواع العبادة كالحب والدعاء، والخوف والرجاء والتعظيم والتوكل، والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة، والذبح والنذر والإنابة والذل والخضوع والخشية والرغبة والرهبة والتعلق، أو ألحد في أسمائه وصفاته واتبع غير سبيل المؤمنين، وانتحل ما كان عليه أهل البدع والأهواء المضلة، وكذلك كل من قامت به نواقض الإسلام العشرة أو أحدها" (٣).

فأهل السنة والجماعة يوالون المؤمن المستقيم على دينه ولاء كاملاً ويحبونه وينصرونه نصرة كاملة، ويتبرأون من الكفرة والملحدين والمشركين والمرتدين ويعادونهم عداوة وبغضاً كاملين. أما من خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً فيوالونه بحسب ما عنده من الإيمان، ويعادونه بحسب ما هو عليه من الشر.

خامسا: قول محمد المحمود عن الدعوة أنها: " -بطبعها- أحادية الرأي، تسفه الآخر المختلف، وتبدعه وتضلله و-أحياناً- تكفره. فهي تقوم على تصور امتلاك الحقيقة المطلقة، وأنها -وحدها- الفرقة الناجية من بين ثلاث وسبعين فرقة هالكة".

فهذا كلام غير صحيح، وأين هو في كلام أئمة الدعوة، والنقول عن أئمة الدعوة والمطالبة بتصحيح ما لديها من أخطأ كثير في كتبهم، ومنه قول الإمام محمد بن عبد الوهاب : "وأما ما ذكر لكم عني فإني لم آته بجهالة بل أقول - ولله الحمد والمنة، وبه القوة - إنني هداني


(١) صحيح البخاري، كتاب الحدود، باب ما يكره من لعن شارب الخمر وأنه ليس بخارج من الملة، برقم: ٦٧٨٠.
(٢) سنن أبي داود، كتاب الأشربة، باب العنب يعصر للخمر، برقم: ٣٧٦٤. وانظر صحيح سنن أبي داود، برقم: ٣٧٦٤.
(٣) ارشاد الطالب إلى أهم المطالب: ١٣ - ١٩.

<<  <   >  >>