للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً، وما كان من المشركين ولست ولله الحمد أدعوا إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم، مثل ابن القيم والذهبي وابن كثير ، بل أدعوا إلى الله وحده لا شريك له، وأدعو إلى سنة رسوله • التي أوصى بها أول أمته وآخرهم، وأرجو أن لا أرد الحق إذا أتاني، بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه أني إن أتاني منكم كلمة من الحق لأقبلنها على الرأس والعين، ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي، حاشا رسول الله فإنه لا يقول إلا الحق" (١).

وكان يصرح بقوله، أنه إذا افتى بشيء خرج فيه عن إجماع أهل العلم أن اللوم متوجه عليه في ذلك وأنه راجع عنه، فيقول: "فإن سمعتم أني أفتيت بشيء خرجت فيه عن إجماع أهل العلم توجه علي القول" (٢).

لكن الهوى يعمي ويصم، فالكاتب يقول: "فهي مهما أظهرت من مرونة، ومهما أبدت من تسامح، فهي تنطوي على جذر إرهابي، جذر إقصائي، ينفي الآخر عن دائرة الحق والخير والصلاح".

فماذا يريد منها أن تعمل، فهي مهما أظهرت من مرونة، وأبدت من تسامح فهي عنده إرهابية إقصائية!.

سادسا: قوله: " ولا شك أن هذا هو الوهم الذي بموجبه تمارس السلفية نفي الآخر، وعلى وجه الخصوص، نفي الآخر المختلف من داخل المنظومة الإسلامية ذاتها".

لم يبين الكاتب المقصود بالآخر داخل المنظومة الإسلامية، هل هم العصاة، أو المبتدعة، أو الوقعون في الشرك أو … حتى نتمكن من الرد عليه بما يقتضيه كلامه؛ لكنها عادة أهل البدع والضلالة في استخدام العبارات المجملة التي يستخدمونها للتخلص عند العجز وعدم الحجة.

سابعا: قول أبي هشام في تعدد الركائز التي تعتمد عليها الوهابية: "الركيزة الرابعة: عدم التهاون مع المخالفين في الرأي … ".


(١) المرجع السابق: ١/ ٣٧ - ٣٨.
(٢) الدرر السنية: ١/ ٥٣.

<<  <   >  >>