للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيكون معنى الإله في جميع هذه الآيات وغيرها هو الرب، ويكون معنى كلمة التوحيد: لا رب إلا الله!! والوهابية يخالفون ذلك أشد المخالفة، مع أن المؤمن بالربوبية إيماناً تامّاً لن يشرك في الإلهية لتلازمها كما قدمنا" (١).

ثم نقل عن الشيخ عبد العزيز ابن باز على حسب فهمه- أن الشيخ يقول بأن توحيد المشركين توحيد كامل: "قال ابن باز في فتاواه (٢/ ٤٢): ( … لأن الخصومة بين الرسل والأمم في توحيد العبادة، وإلا .. فالأمم تقر بأن الله ربها وخالقها ورازقها، وتعرف كثيراً من أسمائه وصفاته، ولكن النزاع والخصومة من عهد نوح إلى يومنا هذا في توحيد الله بالعبادة).

وقال في فتاواه (٢/ ٥): (فقد اطلعت على الكلمة التي كتبها أخونا في الله العلامة الشيخ عمر بن أحمد المليباري في معنى لا إله إلا الله، وقد تأملت ما أوضحه فضيلته في أقوال الفرق الثلاث في معناها. وهذا بيانها: الأول: لا معبود بحق إلا الله. الثاني: لا مطاع بحق إلا الله. الثالث: لا رب إلا الله، والصواب: هو الأول، كما أوضحه فضيلته).

فلم يقل إن الصواب هو اشتمالها على الكل، بل حصر معناها في الألوهية دون الربوبية.

وسبق تصريحه بأن المشركين مقرون بكمال الله تعالى في ذاته وفي أسمائه وفي صفاته وفي أفعاله وبأنه لا شبيه له ولا ند له ولا مثيل له" (٢).

حقيقة هذه الدعوى:

هذه الدعوى قديمة (٣)، وهي مبنية على تعريف التوحيد، والاقتصار فيه على الربوبية، وأن تعريف كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" بأنها لا قادر على الاختراع إلا الله، أو لا خالق إلا الله، وأن الله واحد في أفعاله لا شريك له (٤).


(١) الرؤية الوهابية للتوحيد وأقسامه: ٢٧.
(٢) المرجع السابق: ٢٨.
(٣) انظر: الدرر السنية في الرد على الوهابية: ٤٠.
(٤) انظر: الإنصاف للباقلافي: ٣٣ - ٣٤، والاعتقاد للبيهقي: ٦٣، وأصول الدين للبغدادى: ١٢٣، والملل والنحل للشهرستاني: ١/ ١٠٠، وشرح أسماء الله الحسنى للرازي: ١٢٤، ولزيادة التفصيل، انظر: منهج أهل السنة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى، وحقيقة التوحيد بين أهل السنة والمتكلمين.

<<  <   >  >>