للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دُعي المسلمون إلى النأي بأنفسهم والابتعاد عن المسلمين غير الوهابيين الذين لا يتقيدون بالوهابية … "

أن على مدعي هذه الدعوى البينة، فإن كان ناقلا فالصحة، وإن كان مدعيا فالدليل (١)؛ فإنه لم ينقل عن أحد من أئمة الدعوة هذا القول وأن الولاء والبراء على عقيدة الإمام مع موافقة عقيدة الإمام لعقيدة السلف-، وأين مصدر هذا الكلام، وكلام أئمة الدعوة في هذا مشهور، وأن الولاء والبراء على ما تقتضيه الشريعة.

ثم إن كانت دعوة الإمام تدعو للولاء والبراء على عقيدتها، وهي إنما تدعو إلى عقيدة أهل السنة والجماعة، فلا يضر إن قيل إنها تدعو لعقيدة الوهابية فإن العبرة بالحقائق والمعاني، قال الشافعي :

إن كان رفضًا حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي (٢).

سادسا: قول بدر الإبراهيم ومحمد الصادق: " قدمت الدولة الوهابية السلفية هوية لها، وهذه الهوية صنعت الإشكال المتعلق بغياب الحس الوطني والفشل في إيجاد رابطة وطنية بين الناس".

فالسؤال: ما الهوية التي قدمتها دعوة الإمام؟ هل هوية حق أو باطل؟ فإن كانت هوية حق قبلت، وإن كانت هوية باطل، فما الباطل حتى ترد؟؛ لكن المناوئ يعجز عن ذلك!

ثم ما المقصود بالناس الذين ذكرهم الكاتب؟ أهم المسلمون، أم الكافرون، أم المبتدعون، حتى يتم التعامل معهم وفق ما تقتضيه الشرعية.

سابعا: قولهما عن "المكونين الرئيسين للعقيدة الوجدانية اللذين يفترض توفرهما لإيجاد حالة ولاء من المواطنين لها: التاريخ المشترك والمصلحة المشتركة".

فهذان المكونان: التاريخ المشترك والمصلحة المشتركة لم يأت بهما كتاب ولا سنة، وهذا ما يريده هؤلاء يحين يحذرون من عقيدة الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته، فهم يريدون أن يوالوا


(١) ضوابط المعرفة وأصول الاستدلال: ٣٦٨، ٣٨١.
(٢) طبقات الشافعية الكبرى: ١/ ٢٩٩، ومناقب الشافعي: ٢/ ٧٢.

<<  <   >  >>