وبينهم" (غير المسلمين). ويزيد سليمان على ذلك فيذكر أن الحب، والبغضاء، والعداوة والموالاة -وهي كلها كلمات يمكن النظر إليها بوصفها مترادفات للولاء والبراء- هي أجزاء من الدين لابد منها وأن الواجب على المسلمين أن يعطوا ولاءهم حصرياً لله تعالى، وإلا فليس له نصيب في الإسلام.
فإذا أعطى المسلمون ولاءهم لشخص ما أو لشيء ما غير الله تعالى، فإنهم يعتبرون كفاراً. وليس هناك استثناءات لهذه القاعدة، وفق ما يقوله سليمان، ما عدا أولئك الذين أكرهوا على ارتكاب فعل من الكفر" (١).
حقيقة هذه الدعوى:
هذه الدعوى هي إتهام لدعوة الإمام بالموالاة والمعادة دون ضوابط، ودون معرفة لمراتب الولاء والبراء؛ حتى أدى بهم ذلك لتكفير من يخالف في هذه المسألة.
الجواب عن هذه الدعوى:
أولا: أن القول بأن أئمة الدعوة لم يجعلوا ضوابط وقيودا للولاء والبراء كلام غير صحيح؛ فإن أئمة الدعوة جعلوا الضوابط والقيود للولاء والبراء، وللتكفير بالموالاة، وحذروا من الخوض في هذا الموضوع بغير أدلةٍ يُستدلُ بها، ولا أصول يُنطلق منها.
قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن ﵀: "وقد بلغنا عنكم نحو من هذا، وخضتم في مسائل من هذا الباب، كالكلام في الموالاة، والمعاداة، والمصالحة، والمكاتبات، وبذل الأمول، والهدايا، ونحو ذلك من مقالة أهل الشرك بالله، والضلالات، والحكم بغير ما أنزل الله عند البوادي، ونحوهم من الجفاة، لا يتكلم فيها إلا العلماء من ذوي الألباب، ومن رزق الفهم عن الله، وأوتي الحكمة، وفصل الخطاب. والكلام في هذا يتوقف على معرفة ما قدمناه، ومعرفة أصول عامة كلية لا يجوز الكلام في هذا الباب، وفي غيره لمن جهلها، وأعرض عنها، وعن
(١) السلفية العالمية: ١٢٨ - ١٢٩. وانظر: الدولة في الخطاب السلفي المعاصر: المرجعيات والأفكار والتحولات: ٥٢٤ - ٥٢٥.