للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تفاصيلها؛ فإن الإجمال، والإطلاق، وعدم العلم بمعرفة مواقع الخطاب، وتفاصيله يحصل به من اللبس، والخطأ، وعدم الفقه عن الله ما يفسد الأديان، ويشتت الأذهان، ويحول بينها وبين فهم السنة والقرآن.

قال ابن القيم في كافيته :

فعليك بالتفصيل والتبيين (١) فال … إطلاق والإجمال دون بيان

قد أفسد هذا الوجود وخبّطا ال … أذهان والآراء كل زمان (٢) " (٣)

ثانيا: أن أئمة الدعوة يشترطون في من يتكلم في مسائل الولاء والبراء أن يعرف مراتب الموالاة عند السلف، قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن : "وهذا -يعني معرفة مراتب الموالاة - عند السلف الراسخين في العلم من الصحابة والتابعين معروف في هذا الباب وغيره، وإنما أشكل الأمر، وخفيت المعاني، والتبست الأحكام على خلوف من العجم، والمولّدين لا دراية لهم بهذا الشأن، ولا ممارسة لهم بمعاني السنة والقرآن" (٤).

ثالثا: أن من أصول أئمة الدعوة في الولاء والبراء والتي تدل على عنايتهم به ما يلي:

أ- أن لفظ الموالاة والمعاداة الواردة في الكتاب والسنة قد يراد بها مسماها المطلق وحقيقتها المطلقة، وقد يراد بها مطلق الحقيقة.

يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن : "ولفظ الظلم، والمعصية، والفسوق، والفجور، والموالاة، والمعاداة، والركون، والشرك، ونحو ذلك من الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة قد يراد بها مسماها المطلق وحقيقتها المطلقة، وقد يراد بها مطلق الحقيقة" (٥).

ويقول أيضاً: "مسمى الموالاة يقع على شعب متفاوتة منها، ما يوجب الردة وذهاب


(١) في: الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية: والتمييز، بدل: التبيين.
(٢) الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية: ٥٢.
(٣) الدرر السنية: ١/ ٤٦٨ - ٤٦٩.
(٤) المرجع السابق: ١/ ٤٧٤.
(٥) الدرر السنية: ١/ ٤٧٠.

<<  <   >  >>