للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلام بالكلية، ومنها ما هو دون ذلك من الكبائر والمحرمات" (١).

ويقول أيضًا: "وقلَّ من يعرف الإسلام العتيق، وما حرمه الله من موالاة أعدائه المشركين، ومعرفة أقسامها، وأن منها ما يكفر به المسلم، ومنها ما هو دونه" (٢).

ب- أن السنة النبوية مبينة للأحكام القرآنية، يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن : "إن السنة والاحاديث النبوية هي المبينة للأحكام القرآنية، وما يراد من النصوص الواردة في كتاب الله، في باب معرفة حدود ما أنزل الله، كمعرفة المؤمن والكافر، والمشرك والموحد، والفاجر والبر، والظالم والتقي، وما يراد بالموالاة والتولي، ونحو ذلك من الحدود" (٣).

ج- أن يُراعى في لحوق الوعيد المترتب على بعض الذنوب بالمعين توفر شروطه، وانتفاء موانعه.

يقول الشيخ عبد الطيف بن عبد الرحمن : "وأما إلحاق الوعيد المترتب على بعض الذنوب والكبائر، فقد يمنع منه مانع في حق المعين كحب الله، ورسوله، والجاهد في سبيله، ورجحان الحسنات، ومغفرة الله، ورحمته، وشفاعة المؤمنين، والمصائب المكفرة في الدور الثلاثة" (٤).

وبناء على هذه الأصول فإن موالاة الكفار مراتب متعددة، فمن صدرت منه الموالاة المطلقة العامة، فقد وقع في الموالاة المكفرة المخرجة من الملة، وقد يحول دون الوقوع في حبائل الكفر موانع في حق المعين، بحسب حال الشخص، وقصده (٥).

رابعا: أن منهج أئمة الدعوة في الولاء والبراء قائم على أصول وضوابط، وأن أهم ما أوقع في الخوض بالباطل في باب الولاء والبراء - إضافة للأهواء المستحكمة- هو عدم فهم منهج أهل السنة والجماعة وأئمة الدعوة وعدم ضبط القواعد الشرعية، فيضع من جهل معتقد أهل


(١) المرجع السابق: ٨/ ٣٤٢.
(٢) المرجع السابق: ٨/ ٣٣٣. وانظر: هداية الطريق: ١٧٣.
(٣) المرجع السابق: ١/ ٤٧٠، ٤٧٧.
(٤) المرجع السابق: ١/ ٤٧١.
(٥) انظر: المرجع السابق: ١/ ٢٧١، ٤٦٨، ٩/ ١٣٣، ١٥٧، ومجموعة الرسائل والمسائل النجدية: ٥/ ٤٧٣.

<<  <   >  >>