للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورسله، أو بشيء منها بعد قيام الحجة وبلوغها المعتبر … " (١).

وقال أيضًا: " وقد بلغني: أنكم تأولتم قوله تعالى في سورة محمد: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ﴾ [محمد: ٢٦] على بعض ما يجرى من أمراء الوقت من مكاتبة أو مصالحة أو هدنة لبعض رؤساء الضالين والملوك المشركين، ولم تنظروا لأول الآية، وهى قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى﴾ [محمد: ٢٥]، ولم تفقهوا المراد من هذه الطاعة ولا المراد من الأمر المعروف المذكور في هذه الآية الكريمة، وفي قصة: صلح الحديبية، وما طلب المشركون واشترطوه، وأجابهم إليه رسول الله ما يكفي في رد مفهومكم ودحض أباطيلكم" (٢).

سادسا: أن أئمة الدعوة في الولاء والبراء يفرقون بين الكفر والمعاصي، مما يدل أنهم يجعلون لذلك ضوابط وشروطا، قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن عند بيان أن الكفر ذو أصل وشعب والمعاصي كلها من شعب الكفر: " ولا يسوى بينهما في الأسماء والأحكام، وفرق بين من ترك الصلاة أو الزكاة أو الصيام أو أشرك بالله أو استهان بالمصحف، وبين من يسرق ويزني أو يشرب أو ينهب، أو صدر منه نوع موالاة كما جرى لحاطب، فمن سوى بين شعب الإيمان في الأسماء والأحكام، أو سوى بين شعب الكفر في ذلك، فهو مخالف للكتاب والسنة، خارج عن سبيل سلف الأمة، داخل في عموم أهل البدع والأهواء" (٣).

سابعا: قول رول مبير عن الشيخ سليمان بن عبد الله بعد كلامه عن شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام محمد بن عبد الوهاب وأن الولاء والبراء أداة تحافظ على المسلمين بعيداً عن الممارسات غير الإسلامية: " يأخذ سليمان تطوير الولاء والبراء خطوة أبعد وذلك باستخدامه لهذا المفهوم لا مجرد وسيلة لمحاربة البدع ولكن بصفته أداة ضد الكفر … ".


(١) المرجع السابق: ١/ ٤٦٧.
(٢) المرجع السابق: ١/ ٤٧٦. وانظر: جهود علماء نجد في تقرير عقيدة الولاء والبراء: ٥٣٩ - ٥٤٤، وحقيقة الولاء والبراء في الكتاب والسنة: ٢٩٨ - ٣١٤.
(٣) الدرر السنية: ١/ ٤٧٨.

<<  <   >  >>