للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كدعوة وفكر تقوم على نفي الآخر وتكفيره، وأنها تهدد الأمن والسلم في كافة دول العالم الإسلامي لما تبثه من أفكار إرهابية وإجرامية شديدة الخطورة … ".

ومثله ما جاء في مؤتمر الشيشان ٢٠١٦ م، تحت عنوان: "من هم أهل السنة والجماعة، بيان وتوصيف لمنهج أهل السنة والجماعة: اعتقادا وفقها وسلوكا وأثر الانحراف عنه على الواقع"، من التحذير من دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب، بل من الدعوة السلفية عموما، وهذا يعني أنه لا يحارب دعوة الإمام فقط، وإنما يحارب كل من يسير على منهج السلف.

فدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب امتداد لمذهب أهل السنة والجماعة، بل هي امتداد لما كان عليه رسول الله وصحبه الكرام ؛ فمن أصول هذه الدعوة الإصلاحية: الدعوة إلى عبادة الله ﷿ وحده لا شريك له، ولزوم هدي الرسول واتباعه في أقواله وأفعاله وتقريراته، ليحصل لهم تمام الاهتداء والتوفيق، كما قال تعالى: ﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾ [النور: ٤٥].

يقول الشيخ عبد الحميد بن باديس (١) عن دعوة الإمام: " قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوة دينية، فتبعه عليها قوم فلقبوا بالوهابيين. لم يدع إلى مذهب مستقل في الفقه؛ فإن أتباع النجديين كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن بعده حنبليين؛ يدرسون الفقه في كتب الحنابلة، ولم يدع إلى مذهب مستقل في العقائد؛ فإن أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن سنيين سلفيين؛ أهل إثبات وتنزيه، يؤمنون بالقدر ويثبتون الكسب والاختيار، ويصدقون بالرؤية، ويثبتون الشفاعة، ويرضون عن جميع السلف، ولا يكفرون بالكبيرة، ويثبتون الكرامة.

وإنما كانت غاية دعوة ابن عبد الوهاب تطهير الدين من كل ما أحدث فيه المحدثون من البدع، في الأقوال والأعمال والعقائد، والرجوع بالمسلمين إلى الصراط السوي من دينهم القويم بعد انحرافهم الكثير، وزيغهم المبين.


(١) عبد الحميد بن محمد بن المصطفى بن باديس القسنطيني الجزائري، رئيس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر، له من المؤلفات: تفسير ابن باديس، أو مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير، من هدي النبوة، أو مجالس التذكير من كلام البشير النذير ، والعقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وغيرها. توفي عام ١٣٥٩ هـ. انظر: ابن باديس حياته وآثاره: ١/ ٧٢، ومعجم أعلام الجزائر: ٨٢.

<<  <   >  >>