للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صحيحا ترك، وما كان غير صحيح رد.

وانظر إلى ما ذكره من جملة مظاهر الموالاة المنتقدة على هؤلاء الشراح: "الدخول مع الكفار في أحلاف ضد المسلمين"، و"القتال تحت رأية الكفر" (١). فهل هذه هي المفردات التنظرية التكفرية؟!

قال ابن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى: ﴿لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (٢٨)[آل عمران: ٢٨]: "لا تتخذوا أيها المؤمنون الكفار ظهرًا وأنصارًا، توالونهم على دينهم، وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتدلونهم على عوراتهم؛ فإنه من يفعل ذلك ﴿فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ﴾ يعني بذلك، فقد برئ من الله، وبرئ الله منه بارتداده عن دينه، ودخوله في الكفر، ﴿إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً﴾، إلا أن تكونوا في سلطانهم، فتخافونهم على أنفسكم، فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم، وتضمروا لهم العداوة، ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر، ولا تعينوهم على مسلم بفعل" (٢).

ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز : "وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم عليهم بأي نوع من المساعدة، فهو كافر مثلهم" (٣).

وقد أصدرت لجنة الفتوى في الأزهر فتوى في حكم الأحلاف العسكرية مع غير المسلمين، جاء فيها: "ولا ريب أن مظاهرة الأعداء وموالاتهم يستوي فيها إمدادهم بما يقوي جانبهم ويثبت أقدامهم بالرأي والفكرة، وبالسلاح والقوة سرًا وعلانية، مباشرة وغير مباشرة. وكل ذلك مما يحرم على المسلم مهما تخيل من أعذار ومبررات" (٤).

ثامنا: ما جاء في ندوة القاهرة: "الوهابية خطر على الإسلام والعالم": " أن الوهابية


(١) نحن والإرهاب: ٨٥ - ٩١.
(٢) تفسير الطبري: ٦/ ٣١٣.
(٣) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة: ١/ ٢٧٤.
(٤) مجلة الأزهر، المجلد (٢٧): ٦٨٢، السنة ١٣٥٧ هـ - ١٩٥٦ م.

<<  <   >  >>