خوفاً من الناس، ومنهم من حارب الدعوة خوفاً من ملامة الناس، ودفعاً أن يقال لهم: أين أنتم عنا طوال تلك السنين؟ لِمَ لمْ تنكروا هذه المنكرات؟ لِمَ لمْ تخبرونا بأن ما نحن فيه شرك وضلال؟ ولذلك رد هؤلاء دعوته وعادوها عناداً وحسداً، أو خوفاً من الناس.
الطائفة الثالثة: طائفة عادت الإمام باسم السياسة.
وهم أمراء بعض النواحي والبلاد الذين خشوا من زوال ملكهم، وكان لبعضهم علماء سوء يزينون لهم ما هم فيه من الباطل، ويحذرونهم من دعوة الإمام، ومنهم من كان يأكل أموال الناس بالباطل فخشي من زوال ذلك، فعارض هؤلاء الأمراء الإمامَ محتجين بمن عارضه من العلماء، أو ممن يُنسب إلى علم، بينما الدافع الحقيقي كان سياسياً (١).
الطائفة الرابعة: علماء السوء.
من الذين عرفوا العلم وتعلموه ليستخدموه في أمور الدنيا ومصالحها، يخافون على مصالحهم ومطامعهم الدنيوية، ويحسدون أهل الحق على ما حصل لهم من المكانة والرفعة، فيدعون الناس إلى الضلال والكفر والبدع، ويُزيّنون لهم الباطل.
الطائفة الخامسة: المستشرقون.
الذي كان من أهم دوافعهم الطعن في الإسلام، وفي دعوة الإمام ليشوهوا محاسنها، وأنها دعوة لا تستحق الانتشار، وليصدوا الناس عن الدين الحق، ويبتعدوا عن دينهم، وعن عقيدتهم الصحيحة؛ فيسهل على المستعمرين السيطرة عليهم.