للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عدة منشورات في جريدة القبلة سنة ١٣٣٦ هـ، وسنة ١٣٣٧ هـ، رمى الوهابيين بالكفر، وقذفهم بتكفير أهل السنة، والطعن في الرسول … وقام بعض أهل دمشق وبيروت يتقربون إلى الأشراف بطبع الرسائل في تكفيرهم ورميهم بالأكاذيب، ثم سرى ذلك إلى مصر، وظهر له أثر في بعض الجرائد …

إن سبب قذف الوهابية بالابتداع والكفر سياسي محض كان لتنفير المسلمين منهم لاستيلائهم على الحجاز، وخوف الترك أن يقيموا دولة عربية، ولذلك كان الناس يهيجون عليهم تبعاً لسخط الدولة، ويسكتون عنهم إذا سكنت ريح السياسة" (١).

ويقول محمود شاكر بعد أن ذكر يقظة دار الاسلام ونهضتها الصحيحة، وذكر ممن تولى ذلك الإمام محمد بن عبد الوهاب : " فهذه النهضة وهذه اليقظة لا يعرفها على حقيقتها ولا يعرف مغبتها غير الاستشراق، فيومئذ هب المستشرقون حملة هموم المسيحية الشمالية، هبوا هبة الفزع، وتسارعوا ينقلون كل صغيرة وكبيرة، ووضعوه بينا جليا تحت أبصار ملوك المسيحية الشمالية وأمرائها ورؤسائها وقادتها وساستها وعلمائها ورهبانها، وبصروهم بالعواقب الوخيمة المخوفة من هذه اليقظة الوليدة، وبينوا لهم الخطر الداهم الذي جاء يتهددهم اذا ما تم تمام هذه اليقظة واشتد عودها واستقامت خطواتها على الطريق اللاحب، وأنه ليس للمسيحية الشمالية خيار سوى العمل السريع المحكم واهتبال الغفلة المحيطة بهذه اليقظة الوليدة ومعاجلتها في مهدها قبل أن يتم تمامها ويستفحل أمرها وتصبح قوة قادرة على الصراع والحركة والانتشار" (٢).

ويقول أيضا: "وكانت انجلترا ومستشرقوها ما فتئت تخوف الدولة التركية وتؤلبها على مهد اليقظة في جزيرة العرب والتي قام بها وأسسها محمد بن عبد الوهاب ١١١٥ - ١٢٠٦ هـ/ ١٧٠٣ - ١٧٩٢ م واستجابت دار الخلافة بغفلتها الى هذا التأليب حتى جردت حملات متتابعة لقمع اليقظة الوهابية، وآبت في جميعها بالاخفاق. ثم منذ ولى محمد علي سرششمة جعلت تركيه تدعوه الى تجريد جيوشه لقتال الوهابيين، وتتابع هذا الطلب من سنة ١٨٠٧ م


(١) المنار: ٢٤/ ٥٨٤.
(٢) رسالة في الطريق إلى ثقافتنا: ١١٧.

<<  <   >  >>