للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الى سنة ١٨١٠ م/ ١٢٢٢ - ١٢٢٥ هـ فلم يستجب لنداء تركيه ولكن الاستشراق بقناصله زين أخيرا لمحمد علي سرششمة أن يستجيب ليحقق ماربه في وأد اليقظة التي كادت تعم جزيرة العرب وأمدوه بالسلاح الذي يعينه على خوض الحرب وذلك في سنة ١٢٢٦ هـ/ ١٨١١ م أي بعد ولايته مصر بست سنوات، وسارت الجيوش قاصدة جزيرة العرب ودارت الحرب التي لم تنته إلا بعد ثمان سنوات في سنة ١٢٣٥ هـ/ ١٨١٩ م فقدت الجيوش المصرية ألافا من أبنائها ولقيت هزائم كادت تؤدي بها، وأخيرا تم النصر لمحمد علي سرششمه بعد أن ارتكب من الفظائع ما لا يستحله مسلم واستباح الديار والأموال والنساء وهدم المدن، فكان هو وابنه ابراهيم وسائر أولاده الطغاة من شر الطغاة، وكانت حربا طاحنة لا معنى لها ولا ينتفع بها إلا مؤرثوها من دهاة المسيحية الشمالية" (١).

وهذه بعض النقول عن المستشرقين وبعض المناوئين لدعوة الإمام، التي تنظر للدعوة على أنها دعوة سياسية، وتتعامل معها من هذه النظرة.

يقول زويمر: "وظهر أنها -أي الدعوة- كانت تمثيلية سياسية" (٢).

ويقول المستشرق بوركهارت: "وتتبع تاريخ الوهابية ما هو إلا تسجيل لوقائع مشابهة لتلك التي تحدث يومياً في الصحراء، قبيلة ذات حظ تصل إلى السلطة فتحصل على غنائم وتبسط نفوذها على جيرانها" (٣).

ويقول وليم جيفورد بلجريف: "لقد ذكرتُ التاريخ المتقدم للفرقة الوهابية في المجلد الأول الذي يبدو كافياً للقارئ لإظهار العدوانية والغزو عند محمد بن عبد الوهاب وأتباعه وقائد آل سعود، وأن هذين الرجلين ومن بعدهم -وهم أشد حماسة- لديهم رؤية ليس لإيجاد فرقة، ولكن امبراطورية، وليس لتحويل جيرانهم إلى معتقدهم، بل لإخضاعهم" (٤).


(١) المرجع السابق: ١٣٧ - ١٣٨.
(٢) العربية مهد الإسلام: ١٩١ - ١٩٢. وانظر: الانتصار لأهل السنة وكشف مذهب أدعياء السلفية: ١١، ١٤٧ - ١٤٨.
(٣) مواد لتاريخ الوهابيين: ١٢ - ١٣.
(٤) رحلة إلى الرياض: ٦.

<<  <   >  >>