للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تطبيقهما.

الأول: الحرب العسكرية، التي استهدفت بعض الأنظمة الإسلامية والعربية.

الثاني: الحرب الناعمة (السياسية والثقافية والإعلامية)، التي استهدفت المملكة العربية السعودية، ديناً ودولة وشعباً ومؤسسات. فالغرب يدرك مكانة المملكة في العالم الإسلامي؛ فاطلاق حملته الناعمة ضدها، في محاولة لتغيير ما يمكن تغييره من دينها وهويتها الثقافية، متخذاً من منابره السياسية والثقافية والإعلامية وسائل لإحداث التغيير المطلوب.

فتنوعت الكتابات الغربية في حديثها عن الدين الإسلامي وتأثيره في السعودية وخارجها، مستهدفة أسسه النظرية وتطبيقاته في المجتمع السعودي.

وقد استأثر موضوع السلفية ودعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب بتركيز بعض الكتاب الغربيين واهتمامهم، في محاولة للتشويش على صفاتهما في مخيلة الرأي العام النخبوي والشعبي في الغرب والعالم الإسلامي وفي السعوديين أنفسهم.

وقد حاولت تلك الكتابات الغربية ربط هذين المفهومين بالتشدد والتطرف، تحقيقاً لأهداف الحرب الناعمة التي رامت إضعاف القوة المعنوية وتذويب الهوية الدينية والثقافية للمسلمين. وسعياً لإرساء ملامح (الشرق الأوسط الجديد) الذي رسمته وبشرت به حكومات الغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص (١).

يقول مشعل المويشير: "وبالإضافة إلى الحملات الإعلامية ضد السعودية وأهدافها المعلنة والمستترة، ضغطت أمريكا أكثر من خلال طلباتها والتي تخص الشأن الداخلي بالمملكة ومطالبتها بإجراء إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية على وجه السرعة" (٢).

ثم يقول: "وكان من الغريب استهداف السعودية بهذا المخطط نظراً لكونها دولة تتبنى نهجاً وسطياً يقوم على العقلانية والاعتدال وهي دولة مرموقة في المنطقة وذات ثقل سياسي لا يستهان به وتمثل صمام أمان في المنطقة، وسداً منيعاً يحول دون نمو الأفكار المتطرفة، وحاول


(١) انظر: السعودية السلفية في الكتابات الغربية: ٦ - ٨ باختصار.
(٢) الإرهاب وآثاره بالعلاقات الدولية: ١٢٥. وانظر: أمريكا التي تعلمنا الديموقراطية والعدل: ١٠٦.

<<  <   >  >>