للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في عين ذاته، ولا يجد ملجأ إلا التمسح بكل ما هو أجنبي، والتماس كل ما هو غير عربي وغير إسلامي.

وهكذا يخدم (التمسلف) الاستعمار أنكر خدمتين، عملية وفكرية، فيحطم بيضة الإسلام من ظاهرها وباطنها شر تحطيم، ولكن باسم الله والإسلام والتوحيد" (١).

ويقول أيضاً: "يجب أن يكون معروفاً لجمهور المسلمين معرفة يقينية حاسمة أن السلفية عموماً -وبخاصة هذه "السلفية المعاصرة"- إنما هي حركة سياسية، غائرة الأعماق، مترامية الأبعاد، متشعبة الجذور والفروع، تهدف أولاً وأخيراً إلى السيطرة على العالم الإسلامي، بكل ما يتاح لها من وسائل الدعوة أو الدم أو الإغراء!!

وكل ما نرى من هذه المؤسسات أو التشكيلات التي تنشأ باسم الإسلام منسوبة إلى السلفية إنما هي خطوات إلى الهدف البعيد المكرر، وما نرى من جماعات تنبثق من هنا وهناك بدعوى حماية "التوحيد"، أو بعث "السُّنة"، أو التبشير، أو التبليغ، كلها - بلا أي استثناء- من مواليد "السلفية المعاصرة" التي تعمل بكل ما لديها من مال وجاه وسلطان لتكون كلمتها هي العليا في عالم المسلمين، وهي تنفق في هذا السبيل بغير حساب.

والخطر الداهم أن يؤيدها في ذلك كافة القوى المعادية للإسلام، بوسائلها الخفية والمعلنة، فهذه "السلفية" مهما ادَّعت لنفسها من طهارة وقداسة إنما تمشي -وسوف تظل تمشي- في ذلك قوة أعظم، من قوى خصوم الإسلام، بحكم طبيعة الواقع، وهذه هي الحقيقة الفعلية الملموسة، ومعنى هذا أنها تتحرك بطاقة أجنبية، لتحقق تمزق الأمة شيعاً، يذيق بعضها بأس بعض، بما تدَّعي من الانفراد ب"التوحيد" وحماية حمى السُّنة" (٢).

وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر الشهيرة نهج الغرب استراتيجيتين خطيرتين تجاه العالم الإسلامي بدعوى (الحرب على الإرهاب). هاتان الاستراتيجيتان اتخذتا أسلوبين في


(١) السلفية المعاصرة إلى أين: ٧٠ - ٧١.
(٢) المرجع السابق: ٨٠. وانظر: مغالطات السلفية: ٥، ومقدمة كتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، لأحمد بن حجر آل بوطامي: ٢، وكتابة التاريخ في المملكة العربية السعودية: ١٣٩، والسلفية الجهادية في السعودية: ١٠ - ١١، ٢٠، الوهابية بين الشرك وتصدع القبيلة: ١٤٦ - ١٥٥، ١٩٦، ٢٣٣.

<<  <   >  >>