للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومعايشه إلا القليل منهم، ومن المتأخرين مثل (فلبي) و (مرجليوث)، وقد لاحظنا أنه بقدر اعتمادهم على تلك المصادر يكون اقترابهم من الحقيقة والواقعية، وإنما كان جلّ اعتمادهم على كتابات الرحّالة الغربيين والمستشرقين أنفسهم، وهذه كما قال (رينتز): "كانت مواقف الغرب الراهنة من المملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر تقوم أساساً على مرئيات هؤلاء الرحّالة حول الوهابيين" (١) مع أنها في رأيه: "لا تفضي إلى فهم أوضح للدعوة الوهابية إلا بقدر ضئيل جداً" (٢) " (٣).

بالإضافة إلى ما سبق فإن كثيرا ممن يتعامل مع هذه الوثائق العربية يجهل اللغة العربية وأساليبها ودلالاتها، ويجهل أيضًا الشريعة وأصولها وأحكامها (٤)، مع تأثره بما يحمله في نفسه ويعتقده تجاه هذه الدعوة (٥)، والغايات الحاملة له على الكتابة (٦). ولذلك استنكر ديفيد كوبر على كثير من الرحالة تعصبهم الأعمى الذي قادهم في كثير من الأحيان إلى تشويه صورة الدعوة وأتباعها عن عمد (٧). ويقول برنارد لويس: " لا تزال آثار التعصب الديني الغربي ظاهرة في مؤلفات عدد من العلماء المعاصرين ومستترة في الغالب وراء الحواشي المرصوصة في الأبحاث العلمية" (٨).

ويقول عبد الله المديفر في ذكر المصادر التي تعتمد عليها مؤسسة (راند): "تتنوع المصادر التي تعتمد عليها مؤسسة (راند)، وهي بعامة جملة المراجع التي يعتمد عليها الباحثون، لكن (راند) تزيد عليهم بقدرتها على الحصول على مصادر معلومات لا يتمكن كثير من الباحثين من الوصول إليها؛ كالمعلومات التي في بعض الوزارات والمؤسسات الحساسة، مثل الجيش، ووزارة


(١) الحركة الوهابية في عيون الرحالة الأجانب: ٩٢.
(٢) المرجع السابق: ١١٩.
(٣) موقف المستشرقين من الافتراق والفرق: ٥٨. وانظر: السلفية السعودية في الكتابات الغربية: ٦٥ - ٧٨.
(٤) الحركة الوهابية في عيون الرحالة الأجانب: ٩١، ١٠٢، ١٢١.
(٥) تاريخ حركة الاستشراق ل"يوهان فوك" مقدمة الترجمة: ١.
(٦) صورة الشرق في الغرب: ٨٩.
(٧) الحركة الوهابية في عيون الرحالة الأجانب: ٢٢.
(٨) الاستشراق والتاريخ الإسلامي: ٢٩.

<<  <   >  >>