للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأقسام كالاشتراك في تقسيم الكلمة إلى اسم وفعل وحرف، والوهابية يقولون بأن الموحد في الربوبية قد لا يكون موحداً في الألوهية، أما الموحد في الألوهية فيجب أن يكون موحداً في الربوبية، لأن توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية، فيكون على هذا توحيد الربوبية قسماً مغايراً لتوحيد الألوهية، وقسماً منه في نفس الوقت [كذا]، وهذا تناقض، فليس تقسيمهم التوحيد كتقسيم البيت الشعري إلى صدر وعجز.

وعلى هذا، فإن التوحيد إما أن يوجد كله بقسميه وإما أن يعدم بقسميه" (١).

فالتوحيد عندهم قسم واحد لا يتبعض وهو من المعلوم من الدين بالضرورة (٢).

ثم رتبوا على هذا - جعل التوحيد قسما واحد- الأخطاء التي وقع فيها من قسم التوحيد (٣).

حقيقة هذه الدعوى:

سبق في المبحث الثاني والدعوى الأولى والثانية من هذا الفصل بيان قول أهل السنة والجماعة وأئمة الدعوة في تعريف التوحيد وأقسامه وما بينهما من العلاقة. وأن من لم يؤمن بهذه الأقسام الثلاثة المستمدة من نصوص الشرع فليس بموحد، إذ التوحيد المطلوب شرعاً هو الإيمان بوحدانية الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، ومن لم يأت بهذا جميعه فليس موحداً.

وهذه الدعوى قديمة، وهي من قول الأشاعرة، وهي مبنية عندهم على تعريف التوحيد وكلمة لا إله إلا الله، فمن فسرها بأنه لا خالق إلا الله، وبأنه القادر على الاختراع (٤)، فقد أنكر توحيد الألوهية، وهو إفراد الله بالعبادة، فأنكر هذا التقسيم.


(١) الرؤية الوهابية للتوحيد: ٣٦.
(٢) انظر: عقائد الإلحاد والوثنية عند السلفية الوهابية: ٧٢ - ٧٤.
(٣) انظر: تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد: ٥٩ - ٦٠، وتحقيق مسائل مهمات من علم التوحيد: ١٠١ - ١٠٢، ١٠٦، ١٠٩، ١١٠، وعقائد الإلحاد والوثنية عند السلفية الوهابية: ٨١، وحقيقة التوحيد بين أهل السنة والمتكلمين: ١٢٣، ومنهج أهل السنة ومنهج الأشاعرة في التوحيد: ١٧.
(٤) انظر: شرح أسماء الله الحسنى: ١٢٤، وأصول الدين للبغدادي: ١٢٣.

<<  <   >  >>