للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجواب عن هذه الدعوى

أولا: تقسيم التوحيد هو استقراء لكتاب الله وسنة رسوله ، وقد سبق ذكرها في مقدمة هذا الفصل.

ثانيا: أن تقسيم التوحيد ليس مما أحدثه الإمام محمد بن عبد الوهاب ؛ بل دلت الآثار الواردة عن السلف على هذا التقسيم (١):

يقول ابن بطة (٢) في كتابه "الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة" ما نصه: " … وذلك أن أصل الإيمان بالله الذي يجب على الخلق اعتقاده في إثبات الإيمان به ثلاثة أشياء:

أحدها: أن يعتقد العبد ربانيته ليكون بذلك مبايناً لمذهب أهل التعطيل الذين لا يثبتون صانعاً.

والثاني: أن يعتقد وحدانيته ليكون مبايناً بذلك مذاهب أهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره.

والثالث: أن يعتقد موصوفاً بالصفات التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفاً بها من العلم والقدرة والحكمة وسائر ما وصف به نفسه في كتابه.

إذ قد علمنا أن كثيراً ممن يقر به ويوحده بالقول المطلق قد يلحد في صفاته فيكون إلحاده في صفاته قادحاً في توحيده.

ولأنا نجد الله تعالى قد خاطب عباده بدعائهم إلى اعتقاد كل واحدة من هذه الثلاث والإيمان بها" (٣).


(١) انظر: منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب في تقرير توحيد الألوهية: ٦٧ - ٧٠، ١٧٤ - ١٨٨.
(٢) أبو عبد الله عبيد الله بن محمد العكبري، فقيه عابد، من أعلام أهل السنة، كان أمّاراً بالمعروف نهّاءً عن المنكر، وله مصنفات، منها كتاب الإبانة، توفي بعكبر (القرب من بغداد) سنة ٣٨٧ هـ. انظر: طبقات الحنابلة: ٢/ ١٤٤، وسير أعلام النبلاء: ١٦/ ٥٢٩، والمنهج الأحمد: ٢/ ٨١٠.
(٣) الإبانة لابن بطة: ٦/ ١٤٩.

<<  <   >  >>