للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالمرة؟ فهذا الذي أجزم به).

وقال السلفي الوهابي (د. عبد الرحمن المحمود) في كتابه (موقف ابن تيمية من الأشاعرة) (١): (وهذا المنهج الخطير الذي سلكه الأشاعرة أثر في كتاباتهم العقدية، فقلما نجد لعالم من علمائهم كتاباً أو رسالة في بيان توحيد العبادة، وأنواع العبادة التي لا يجوز صرفها إلا لله، أو في بيان الشرك وأنواعه، أو حكم السفر لزيارة القبور والدعاء والنذر لها، بل على العكس من ذلك تجد الكثير منهم يميل إلى مثل هذه الشركيات أو ما هو من وسائله).

قلت: نعم لم يذكر كل علماء الأمة قبل ابن تيمية وعلى مدى سبعة قرون الشرك في كتبهم لأنه لا وجود له إلا في مخيلة مرضى القلوب والنفوس (السلفية) الذين يفسرونه تفسيراً خاصاً به ابتدعوه حين قسم لهم ابن تيمية التوحيد إلى قسمين كما سبق بيانه؛ فالسلف جميعاً لا يرون بأساً بزيارة قبور الصالحين والتبرك بها والتوسل بأهلها بل يعدون ذلك من علامة صحة الاعتقاد ومن المندوب لا كابن تيمية الذي يعده شركاً وكفراً، فكيف يذكرون هذه المسائل في كتبهم وهي أصلاً - مسألة زيارة القبور والتوسل بها - مسائل فقهية ليست عقدية وقد ذكروها في كتب الفقه يعني في محلها" (٢).

ثم قال: "وارجع إلى كتب التفسير التي كتبها الأشاعرة لتجد أنهم ينصون على انفراد الله باستحقاق العبادة، والتحذير من أصناف الشرك، وخاصة اتخاذ الشريك مع الله تعالى في العبادة- ثم ذكر بعض أقوالهم (٣) " (٤).

ثم ذكر إحصاء ومقارنة حول كلمة (القبور) ومشتقاتها بين كتاب سلفي وسائر كتب السلف الصالح:

"قال د. وليد الزير: إن الأشاعرة لم يدرجوا مسائل القبور في كتب العقائد ولم يجعلوها من الشرك، وقد أصابوا في ذلك؛ لأن هذه المسائل هي مسائل فقهية فموضعها كتب الفقه التي


(١) موقف ابن تيمية من الأشاعرة: ٢/ ٩٧٧.
(٢) مغالطات السلفية: ٤٣٣ - ٤٣٤.
(٣) تفسير الرازي: ١٦/ ٢٣، ٣٨ الآية: ٢٠ - ٢١ من سورة التوبة، والإنصاف: ص ٢٢ - ٢٣.
(٤) مغالطات السلفية: ٤٣٦ - ٤٣٨ باختصار.

<<  <   >  >>