للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشبه الجهالة من التفرد المذكور، ولو كان الخلاف على أيوب مترددًا عند بعض أصحابه عن رجل أو عمرو بن بجدان عند آخر منهم لأمكن حمل رواية من رواه عن رجل على أنه عمرو بن بجدان، ولقبل التفسير به كما قاله الحافظ المنذري رحمه الله، قال: الرجل من بني عامر هو عامر بن بجدان، سماه خالد الحذاء عن أبي قلابة، وسماه الثوري عن أيوب. انتهى.

وقد ذكرنا تعليل الدارقطني رواية سفيان عن أيوب وأنه ليس كذلك، ولو لم يكن من الخلف إلا ذلك لكان يسيرًا، ولكنهم اختلفوا اختلافًا كثيرًا كما بيّناه، وهذا اضطراب في طريق أيوب سلمت منه طريق خالد الحذاء، وطريق خالد صحيحة بتصحيح الترمذي وابن حبان إياها، وتوثيق العجلي وابن حبان عمرو بن بجدان. وطريق أيوب لا يقدح فيها ولا يعللها. والله أعلم.

وأما حديث أبي هريرة فقال البزار (١):

نا مقدم بن محمد المقدمي قال: نا عمي القاسم بن يحيى بن عطاء بن مقدم قال: نا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الصعيد وضوء المسلم، وإن لم يجد الماء عشر سنين، فإذا وجد الماء فليتق الله وليمسّه بشرته، فإن ذلك خير".

وثّق البزار مقدّمًا شيخه (٢)، وعمه (٣) أخرج له البخاري محتجًا به.

ولفظ هذا الحديث وحديث أبي ذر واحد وهو راجح عليه لسلامته مما علل به حديث أبي ذر.

وعند أحمد (٤) في "المسند" من طريق أبي هريرة أيضًا عن عبد الرزاق، ثنا


(١) المسند (١/ ١٥٧ كشف) برقم ٣١٠.
(٢) حيث قال عنه ومقدّم ثقة معروف النسب.
(٣) انظر رجال صحيح البخاري للكلاباذي (٢/ ٦١٨) برقم ٩٨٢.
(٤) المسند (٢/ ٢٧٨ و ٣٥٢) من طريق عبد الله بن الوليد عن سفيان عن المثنى بن الصباح به.

<<  <  ج: ص:  >  >>