وقال علي بن المديني: لا أنكر أن يكون مجاهد لقي جماعة من الصحابة، وقد سمع من عائشة. انظر التهذيب (٤/ ٢٦)، وقد وجد قول ابن المديني هذا بهامش نسخة جامع التحصيل للعلائي. وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (١/ ٥٤٨): "فأما الانقطاع، فقال أبو حاتم لم يسمع مجاهد من عائشة، وهذا مردود، فقد وقع التصريح بسماعه منها عند البخاري في غير هذا الإسناد، وأثبته علي بن المديني، فهو مقدم على من نفاه". قلت: والإسناد المشار إليه عند البخاري في كتاب الحيض باب هل تصلي المرأة في ثوب حاضت فيه (١/ ٥٤٨) الفتح برقم ٣١٢. أما تصريح مجاهد بالسماع من عائشة رضي الله عنها فهو عند البخاري في صحيحه كتاب العمرة (١/ ٥٣٧ - ٥٣٨) برقم ١٧٧٥ وفي كتاب المغازي (٣/ ١٤٤) برقم ٤٢٥٣ و ٤٢٥٤ ومسلم في صحيحه كتاب الحج (٢/ ٩١٧) برقم ٢٢٠ كليهما عن منصور عن مجاهد قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة، والناس يصلون الضحى في المسجد، فسألناه عن صلاتهم؟ فقال: بدعة. فقال له عروة: يا أبا عبد الرحمن! كم اعتمر رسول الله صلى ائه عليه وسلم؟ فقال: أربع عمر. إحداهن في رجب. فكرهنا أن نكذبه ونردّ عليه. وسمعنا استنان عائشة في الحجرة، فقال عروة: ألا تسمعين يا أم المؤمنين إلى ما يقول أبو عبد الرحمن؟. . ." الحديث. قال أبو الحسين رشيد الدين في غرر الفوائد المجموعة (٥٣٨): "وفي ظاهر لفظ هذا الحديث ما يدل على سماع مجاهد من عائشة، ولهذا أخرجه البخاري، ولو لم يكن عنده كذلك لما أخرجه، لأنه يشترط اللقاء وسماع الراوي ممن روى عنه مرة واحدًا فصاعدًا، والله أعلم. وقد أخرج النسائي في سننه من رواية موسى الجهني عن مجاهد قال: أتى مجاهد بقدح حزرته ثمانية أرطال، فقال: حدثتني عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بمثل هذا. قلت: وهذا أيضًا يدل على سماعه منها والله عزَّ وجلَّ أعلم". انتهى. وممن أثبت سماع مجاهد من عائشة رضي الله عنها الإمام أحمد، نقل ذلك الخلال عن الميموني. ونفى البرديجي دخوله عليها. (١) السنن كتاب الطهارة (١/ ١٨٢) برقم ٣٥٩ باب المرأة تغسل ثوبها الذي تلبسه في حيضها.