للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يبق الطعم نظر إن بقي اللون وحده وكان سهل الإزالة فلا يطهر، وإن كان عسر الإزالة كدم الحيض يصيب الثوب وربما لا يزول بعد المبالغة والاستعانة بالحت والقرص فيطهر لما ذكرناه من حديث خولة وغيره، ولا رويناه في حديث عائشة من طريق الدارمي: "فلتغيره بصفرة ورس أو زعفران".

وكأن المراد -والله أعلم- أن ذلك الأثر لا يضر وأنها إن كرهت لون الدم فلها أن تغيره بالصفرة المشار إليها في الخبر (١)، وإن بقيت الرائحة وحدها وهي عسرة الإزالة كرائحة الخمر، فهل يطهر المحل؟ فيه قولان -وقيل وجهان والأول أصح-:

أحدهما: لا؛ لأن بقاء الرائحة يدل على بقاء العين، فصار كالطعم، وهذا هو القياس في اللون، لولا الأخبار التي ذكرناها (٢).

الثاني: وهو الأصح يطهر، لأنا إنما احتملنا بقاء اللون للمشقة (٣) في إزالته، وهذا المعنى موجود في الرائحة.

ويروى (٤) في اللون أيضًا وجه أنَّه لا يطهر المحل ما دام باقيا، وإن بقي اللون والرائحة معًا فلا يطهر المحل لقوة دلالتهما على بقاء العين، وفي وجه ضعيف (٥).

وفيه أن العصر لا يشترط لما قدمناه.


(١) من قوله وكان المراد إلى قوله بالصفرة المشار إليها في الخبر ليس من كلام الرافعي، وإنما هو زيادة شرح وتوضيح من المصنف رحمه الله.
(٢) وعند الرافعي لكن منعنا عنه الأخبار.
(٣) وعند الرافعي لمكان الثقة.
(٤) وعند الرافعي وروي بدل ويروي.
(٥) وعند الرافعي وفيه وجه ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>