للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيت خبر مذكور في كتب الأدب (١). وقد تقترن بها لفظة (أن) وهو قليل، قال:

قد كان من طول البلى أن يمصحا (٢)

وهي في ذلك مخالفة للفظة عسى، فالأصح في عسى اقتران أن بها، قال الله تعالى: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ} [المائدة: ٥٢]، وقد تخلوا عنها وهو قليل، قال (٣):

عسى الكرب الذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب

السادسة: إذا ثبت في لفظة كاد أنها تستعمل كذلك فقد روي عن عمر في الصحيح في لفظة كاد اقترانها (بأن) عند مسلم ورويت فيه غير مقترنة بها كما أوردته في أول الباب: "ما كدت أصلي حتى كادت الشمس تغرب". ومعلوم أن الواقعة واحدة، فهو من باب الرواية بالمعنى، وإذا كان كذلك فهل تسع الرواية بالمعنى مثل هذا أو لا؟ والأولى هنا أن تسع، لأن المقصود الإخبار عن صلاة العصر كيف وقعت، لا الإخبار عن عمر كيف تكلم باللغة الراجحة المشهورة أو اللغة المرجوحة القليلة في الاستعمال.

السابعة: وإذا ثبت من معنى كاد ما ذكرناه من المقاربة فقول عمر: ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب. معناه أنه صلى العصر وما غربت الشمس، لأن نفي الصلاة يقتضي إثباتها وإثبات الغروب يقتضي نفيه، فتحصل من ذلك لعمر ثبوت الصلاة ولم يثبت الغروب.


(١) انظر "الأغاني" (١٨/ ٣٩) و"دلائل الإعجاز" (١/ ٢١٣).
(٢) مصح الكتاب درس أو قارب، انظر "لسان العرب" (م ص ح).
والبيت لرؤبة، كما في " تاج العروس" و"لسان العرب" (٣/ ٣٨٢) (ك ود).
(٣) عزاه ابن جني في "اللمع" (١٤٤) لهدبة بن خشرم.

<<  <  ج: ص:  >  >>