للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصححه (١)، إذ هو غيره سندًا ومتنًا، وإنَّما كان يقول: وقد أخرج التِّرمذيُّ في معناه حديثًا من رواية ابن عباس وصححه، أو ما في معناه فيكون كالشاهد له والمتابع، لا أنّه هو (٢).

وإلى نحو ما ذكرته يشير تصرُّف العلماء من أهل الحديث هذا الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي في كتابه "الأحكام" (٣): ذكر في الباب حديث عمرو (٤) الذي يقول: فيه علمي، والذي يخطر على بالي، ثم أتبعه بعد أن ذكر هذا الحديث، ومن أخرجه بأن قال: وعن ابن عباس أن امرأة من نساء النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ... فذكر حديث سماك، عن عكرمة. ولو كان الخبران عنده واحدًا لقال: وفي رواية لهذا الحديث وما أشبه ذلك، وكذلك أبو (٥) محمد حيث يقول: واحتجّوا بخبرين وردهما فجعل الأول حديث سماك عن عكرمة، وردّه بسماك.

والثاني: خبر عمرو عن أبي الشعثاء، وردّه بالشك الواقع في طريقه، ولم يجعلهما خبرًا واحدًا من طريقين مردودين بما ذكره فيهما.

وقال البغوي (٦): ولم يصحح محمد بن إسماعيل حديث الحكم بن عمرو، فإن ثبت (٧) فهو منسوخ (٨).


(١) الجامع (١/ ٩٤) برقم ٦٥.
(٢) وهذا من دقيق فهم ابن سيد النَّاس في عزو الأحاديث إلى أصحابها بألفاظها. وهو في هذا على منهج وطريق أهل الحديث في استنباط الأحكام الشرعية.
(٣) كتاب الأحكام للمقدسي في ثلاث مجلدات ولم يتمه، ذكر ذلك الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء (٢٣/ ١٢٨) رقم ٩٧، وهو غير الأحاديث المختارة.
(٤) عمرو هو ابن دينار.
(٥) المحلى (١/ ٢١٤) برقم ١٥١ طبعة أحمد محمد شاكر.
(٦) شرح السنة (٢/ ٢٨) ط المكتب الإسلامي.
(٧) شرح السنة وإن بدل فإن.
(٨) شرح السنة (٢/ ٢٨) ط الكتب الإسلامي.

<<  <  ج: ص:  >  >>