للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الباب مما لم يذكره عن ابن عمر: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من مس ذكره فليتوضأ". أخرجه البيهقي (١)، من طريق ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال: ابن لهيعة لا يحتجّ به.

وحديث ابن عباس: روى ابن (٢) عدي من جهة الضحاك بن حجوة، عن الهيثم الراسبي، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من مسَ ذكره فليتوضأ". قال: الضحاك بن حجوة منكر الحديث على كل رواياته مناكير إما متنًا أو إسنادًا.

وحديث طلق بن علي الحنفي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من مسّ فرجه فليتوضأ".

قال الطبراني (٣): لم يرو هذا الحديث عن أيوب بن عتبة إلا حماد بن محمد، وأخرجه الحازمي (٤) من طريق الطبراني، وقال: "وهما عندي صحيحان". يعني حديث طلق هذا، والحديث المشهور من طريقه النهي يعارض هذا الآتي في الباب بعد هذا إن شاء الله تعالى.

وقد اختلف العلماء (٥) في إيجاب الوضوء من مس الذكر: "فمن روي عنه الإيجاب من الصحابة: عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وأبو أيوب الأنصاري وزيد بن خالد وأبو هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وجابر وعائشة وأم حبيبة وبسرة بنت صفوان وسعد بن أبي وقاص في إحدى الروايتين وابن عباس في إحدى الروايتين،


(١) الخلافيات (٢/ ٢٥٧) برقم ٥٣٤.
(٢) الكامل (٤/ ١٤١٨ - ١٤١٩).
(٣) المعجم الطبراني (٨/ ٤٠١ - ٤٠٢) برقم ٢٨٥٢ وعبارته: "لم يرو هذا الحديث عن أيوب بن حماد بن محمد، وقد روى الحديث الآخر حماد بن محمد وهما عندي صحيحان".
(٤) الاعتبار (٩٤).
(٥) انظر: الأم (١/ ١٩)، المهذب (١/ ٣١) والمجموع (١/ ٢٤) و (٢/ ٣٤ - ٤٣) المغني (١/ ١٧٨) الإنصاف (١/ ٢٠٢)، شرح معاني الآثار (١/ ٧٩) شرح فتح القدير (١/ ٣٧)، بدائع الصناع (١/ ٣٠)، المدونة (١/ ٨ - ٩)، والاستذكار (١/ ٣٠٨ - ٣١٤)، والمنتقى (١/ ٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>