للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وتداول الإسناد وانتشاره معجزة من المعجزات النبوية (١) الَّتِي أشار إِلَيْهَا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في قوله: "تَسْمَعُون ويُسْمَع منكم ويُسْمَع مِمَّنْ يَسْمَع منكم" (٢).

ثُمَّ إنَّ للإسناد أهمية كبيرة عِنْدَ المسلمين وأثرًا بارزًا؛ وذلك لما للأحاديث النبوية من أهمية بالغة، إذ إنَّ الْحَدِيْث النبوى الشريف ثاني أدلة أحكام الشرع، ولولا الإسناد واهتمام الْمُحَدِّثِيْنَ بِهِ لضاعت علينا سنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - ولاخلتط بِهَا ما ليس مِنْهَا، ولما استطعنا التمييز بَيْنَ صحيحها من سقيمها؛ إذن فغاية دراسة الإسناد والاهتمام بِهِ هِيَ مَعْرِفَة صحة الْحَدِيْث أو ضعفه، فمدار قبول الْحَدِيْث غالبًا علَى إسناده، قَالَ القاضي عياض: "اعلم أولًا أنّ


(١) بغية الملتمس: ٢٣.
(٢) أخرجه أحمد ١/ ٣٥١، وأبو داود (٣٦٥٩)، وابن حبان (٩٢)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل": ٢٠٧ (٩٢)، والحاكم في "المستدرك" ١/ ٩٥، وفي = مَعرِفَة = علوم الْحَدِيْث: ٢٧ و ٦٠، والبيهقى في "السنن" ١٠/ ٢٥٠ وفي "الدلائل" ٦/ ٥٣٩، والخطيب في "شرف أصحاب الحَدِيْث" (٧٠)، وابن عَبد البر في "جامع بَيَان العلم" ١/ ٥٥ و ٢/ ١٥٢، والقاضى عياض في "الإلماع": ١٠. من طرق عن الأعمش، عن عَبْد الله بن عَبْد الله، عن سعيد بن جبير، عن ابن عَبَّاسٍ، بِهِ مرفوعًا.
وصححه الحَاكِم، ولَمْ يتعقبه الذهبي، وقَالَ العلائي في "بغية الملتمس": ٢٤: "هَذَا حَدِيْث حسن من حَدِيْث الأعمش".
وأخرجه البزار (١٤٦)، والرامهرمزي في "المحدّث الفاصل" (٩١)، والطبراني في "الكبير" (١٣٢١)، والخطيب في "شرف أصحاب الْحَدِيْث" (٦٩)، من حَدِيْث ثابت بن قيس بلفظ: "تسمعون ويُسمع منكم ويسمع من الَّذِيْنَ يسمعون منكم ثُمَّ يأتي من بَعْدَ ذَلِكَ قوم سمان يحبون السِّمَن، يشهدون قَبلَ أن يُسألوا".