أولًا: عن طريق كتب الجرح والتعديل يعلم حال الراوي من حيث العدالة والضبط.
ثانيًا: عن طريق كتب علم الرجال ليعرف الراوي من حيث ولادته ووفاته وموطنه، ورحلاته، وشيوخه وطلابه، وبذلك يعرف إن كان الراوي قد ذكر ضمن تلاميذ من روى عنهم الحديث.
كما أن العلماء وضعوا شرطين آخربن لصحة الحديث وذلك بالنظر إلى نصه وموضوعه، احتياطًا للخطأ الوارد على الر اوى باعتباره بشرًا، والشرطان هما:
أ/ من حيث الموضوع: اشترط عدم العلة القادحة، مثل اضطراب المتن، أو مخالفة أصل من أصول الشرع.
ب/ ومن حيث النص، فقد اشترط عدم الشذوذ، ويراد به ألا يخالص الراوي بحديثه من هو أوثق منه.
وبتطبيق هذه الشروط الخمسة مجتمعة على الحديث يمكن الحكم عليه من حيث الصحة أو الضعف.
إن التوثيق والتدوين في الإسلام يعد مطلبًا شرعيًا مهمًا، لذا قال الله تعلى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}[الحجرات: ٦] كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخذ كتابًا للوحي، كما أنه اتخذ خاتمًا له يختم به مكاتباته، وقد نقش على ختمه (محمد رسول الله)(١). وقد
(١) أخرجه الحميدي (٦٧٥)، والبخاري ٧/ ٢٠٠ (٥٨٦٥) و ٧/ ٢٠١ (٥٨٦٦) و ٧/ ٢٠٢ (٥٨٧٣) و ٧/ ٢٠٣ (٥٨٧٦) و ٨/ ١٦٥ (٦٦٥١)، ومسلم ٦/ ١٤٩ (٢٠٩١)، وأبو داود (٤٢١٨) و (٤٢١٩) و (٤٢٢٠).