الإسناد عندي من الدين، لولا الإسناد لذهب الدين ولقال من شاء ما شاء (١).
وهذه العلوم تجمعها شعبتان:
شعبة علوم السند من حيث الاتصال، وهي تشمل الحديث المتصل والمسند والمعنعن والمؤنن والمسلسل والعالى والنازل والمزيد في متصل الأسانيد.
وشعبة علوم السند من حيث الانقطاع وهي تشمل المنقطع والمرسل والمعلق والمفصل والمدلس والمرسل الخفي.
ولم يعرف لأمة من الأمم خدمة حديث نبيهم وتتبع أحواله كما صنع المحدثون في حديث نبيهم - صلى الله عليه وسلم - إذ قد بذلوا غاية الجهد في لتبع الأسانيد وتقصيها، حتى رحلوا من أجلها في البلاد، وجالوا في الآفاق، لكي يعثروا على سند، أو لكي يبحثوا في سند صعب عليهم أمره.
وقد قدموا الغالي والنفيس من أجل تمحيص السنة وبيان صحيح ما نسب.
وفي هذا القسم من الكتب كثير منها:"الأحاديث المسلسلة" للسخاوي، و"المراسيل" لأبي حاتم الرازي، و"تغليق التعليق" لابن حجر و"جامع التحصيل
(١) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه ١/ ١٥، والترمذي في العلل الصغير ٦/ ٢٣٢، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ١/ ١٦، والرامهومزي في المحدث الفاصل: ٢٠٩، وابن حبان في المجروحين ١/ ٢٦، والحاكم في معرفة علوم الحديث: ٦، والخطيب في شرف أصحاب الحديث: ٤١ وفي الجامع، له ٢/ ٢١٣ (١٦٤٣)، وابن عبد البر في التمهيد ١/ ٥٦، وابن طاهر في العلو والنزول رقم (٦).