لأحكام المراسيل "للحافظ العلائي، و"تمييز المزيد في متصل الأسانيد" للخطيب البغدادي.
ولكل واحد من علوم السند تعريف وأبحاث ومسائل؛ بل مؤلفات خاصة وعنايات متنوعة.
٦. ومن علوم الحديث الشريف علوم توصف بأنها مشتركة بين سند الحديث ومتنه: وهي تنشأ من مقابلة الحديث سندًا ومتنًا مع غيره من الأحاديث والروايات الأخرى ليعرف تفرد الحديث وتعدده، ثم يعرف اتفاقه مع غيره أو اختلافه، وهو ما يمكن سرده ضمن ثلاثة أنواع:
النوع الأول في تفرد الحديث، وهو يشمل الحديث الغربب، والحديث الفرد، وكل واحد منهما له أقسام وتعاريف.
وممن كتب في هذا النوع الإمام أبو داود السجستاني في كتابه "التفرد" التي تفرد بكل سنة منها أهل بلدة. وكذلك الإمام الدارقطني في كتابه "الأفراد"، والطبراني في معجميه الصغير، والأوسط.
والنوع الثاني في تعدد رواة الحديث مع اتفاقهم، وهذا يشمل الحديث المتواتر، والمشهور، والمستفيض، والعزيز، والتابع، والشاهد ولكل منها - كذلك أقسام وأبحاث - فالمتواتر مثلًا هو الذي رواه جمع كثير يؤمن تواطؤهم على الكذب عن مثلهم إلى انتهاء السند وكان مستندهم الحس. ومن أمثلته حديث: "من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار" (متفق عليه عن المغيرة وغيره) فقد رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا اللفظ بضع وسبعون صحابيًا (١).
(١) ورد هذا الحديث عن عدة من الصحابة - رضي الله عنهم - منهم: =